«شكراً على عزيمتكم .. شكراً على جهودكم»، جملتان كأنهما غصنان لشجرة الخلد، تتفرعان في الضمير، تفيضان بصدق البوح، وصرامة الصدح، تملآن بستان الوطن بعطر عطر الوجدان الإنساني بأجمل العطاء، وأنبل الثناء، لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.
جملتان كأنهما جدولان يسردان سر العلاقة بين القائد وشعبه، هو ذلك الحب، هو ذلك الدرب تسلكه جياد الخير من أجل وطن يترعرع بين خمائل البذل السخي، وجداول العطاء الندي.
هذه هي الإمارات، هذه هي أحلام زايد الخير، طيب الله ثراه، تتألق سحابات تسبك قلائدها على نحر التراب النبيل، وعند أعناق السماء.
هذه كف زايد تفتح للمدى ضوءاً يشرق في عيون الأجيال، يمنحهم الثبات، والثقة في الوصول إلى أفق الإنجازات العملاقة، يمنحهم جزالة الانتماء إلى وطن المكتسبات المدهشة، والمشاريع المذهلة، هذه هي الإمارات بقيادة الشهم الكريم، تمضي قدماً باتجاه الكواكب والنجوم، تمضي نحو غايات شعب لا حدود لطموحاته، ولا حواجز لتطلعاته، إنه الشعب سليل النخلة الكريمة، وابن الصحراء النبيلة، يداً بيد نحو مستقبل زاهر، مبهر، مزدهر، يعانق السماء بفرادة في التفوق، واستثنائية في التميز، والقافلة تسير، حاملة للعالم رسالة الود، والتسامح والحب الكبير، تؤازر المحتاج، وتثري المعوز، والطريق ممدودة إلى غايات لا نهاية لمستقيمها والبداية كانت حلماً، أصبح الحلم علماً، وصار العلم حكاية وطن له في المعالي سير، وصور، له في الملأ سيرورة البذل، وقطف الثمرات من أغصانها السامقة، وطن جاشت مشاعر أهله بالحب، فصار الحب شجرة، وأصبحت الشجرة بستاناً، والبستان، مد النظر إلى الغيمة، فمالت الغيمة محتسبة، ريانة بالماء المعطر، أصبح العطر شذا يحيط بالعالم، حتى سميت الإمارات بلد المشاعر المعطرة، سميت الإمارات بلد الانتماءات إلى الجمال، لما أصبح الجمال تجسيداً وافراً، لأخلاق استمدت شيمتها من ذاك الكبير، الباني المؤسس، وعلى أثره الطيب سارت القيادة تقتفي أثر الجمال في ثنايا الكون، وتنسج منه قماشة وطن، سمته الجمال المخضب بالحب.. شكراً على عزيمتكم، جملة انبثقت من القلب، فأزهرت في القلوب، صار للبوح ترنيمة، أيقظت في الضمائر سنابل الاخضرار، وفتحت في أفنية المشاعر نوافذ التألق، حتى أشرق العيد، بشموس بسطت خيوطها الذهبية على وجنات أشبال، تغنوا باسم الوطن، محتفين، بأثماره، محتفلين بازدهاره، حتى أصبح الفرح في عيونهم، نجوماً تراقص الوجود، وترفع النشيد عالياً، وتكتب للتاريخ أغنية عيشي بلادي، عاش الوطن، والعالم من حولنا يبتسم، العالم يستلهم من حبنا، حباً وينهل من مشاعرنا عذب الانتماء، والولاء.
هكذا أصبحت الإمارات اليوم، كتاب العالم يستذكر فيه، حلم العودة إلى إنسانية الحضارة، ووعي العقل في التضامن من أجل عالم بدون خدوش، عالم ينهض من أجل الحياة.