ضحكوني شواب ريال مدريد وبرشلونه في كلاسيكو الشواب الذي أقيم في قطر قبل أيام، توقعت لعباً فنياً من زمرة اللاعبين شبه القدامى من الناديين، بالتأكيد لن يكونوا بنفس العافية والسرعة، ولكن أقلها بعض الفَنّيات التي لا تنسى في وقت قليل، غير أن الكثير منهم بالتأكيد عرف يركّد الكرة، والنَفَس قصير، وبدؤوا يلاهثون منذ الدقائق العشر الأولى، لا أخفي حزني وكدري حين أرى نجماً، وقد أفل بريقه أو نسي ما كان بارعاً فيه، وخاصة نجوم الكرة الذين يزيد حزني عليهم أكثر في بدايات نهاياتهم الكروية، كيف سمنوا فجأة وبطريقة بشعة، لا يفيد معها شيء من الحميات والأدوية، وبعد مدة تجده يتآلف مع شكله الجديد، ولا يسعى إلى تغييره.
هكذا.. كانوا شواب الريال وبرشلونه في مباراتهم الكلاسيكو الأخيرة الحبّية، وبحكم العمر الجديد، كنت تجدهم يعتمدون على «الباسات» القصيرة         والقريبة، وكأنهم يريدون أن يتخلصوا من عبء الكرة، وهم الذين كانوا يحتفظون بالكرة، وبالكاد يمرر الواحد لزميله دون أن يظهر مهاراته الفردية، كذلك ظهرت عندهم أنانية الكبار، واعتبار أي احتكاك «فاول»، لأنهم أصبحوا ما يقهرون، ويخافون من أي احتكاك لأنه معناه كسر في الصيم أو انزلاق في الركبة، لذا كثر «المفاتن» والصراخ بينهم. طبعاً الشوط كان يمضي وكأنه ثلث ساعة مثل سداسيات رمضان، لأن باقي الوقت كان في تعطيل اللعبة والاعتذار، ومحاولة تذكر الماضي الكروي، والتأسف داخل النفس، وكيف أصبحوا، كانوا يخشون السخرية من الجمهور ولعبهم، وهذه وحدها كارثة قاتلة للنفس، طبعاً الحراس لو كانوا لابسين بيجامات كان أحسن لهم، لأنهم انتظروا كثيراً هجمة منظمة أو كرة مباغتة، وحين تأتيهم لا وثب واضح، ولا صد سريع، خاصة مع بروز الكرش بشكل علني، كان الشواب يفرحون بالتغيير السريع دون أي احتجاج على المدرب، مثل أيام الصبا، الكل في داخله يقول: «الله يريحك ريحتني من الركض والإصابة أو التعرض للبهدلة آخر العمر»..
ما زال الحظ يعاند أفضل لاعب ولد بمهارات فردية أثناء الرضاعة «رونالدينهو»، أشعرني بتلك الشعيرات البيضاء، وكأنه مبعد من البيت، ويعيش بمفرده في بيت صديق عازب، ورغم ذلك عمل واحدة من فنّياته، مسجلاً هدفاً فيه الكثير من روحه السابقة، لكن مواطنه «ريفالدو» صدق شَوّب، شكله من زمان يوحي لي بأنه كان يلعب مع أبنائه، وليس مع زملائه.
 مشكلة شوابنا في تلك المباراة كلما «شات» الواحد منهم الكرة تم يضلع، ويسمع تناقع مفاصل ركبه، وكل الأربطة بما فيها الرباط الصليبي يشعره أنه سينقطع في أي لحظة، ولن يجد له دواء، الحكام حتى مباراة كلاسيكو الشواب بعدهم يَشْفّون مع برشلونه، معقول! 
فريق الشواب من الجانبين، اسميهم تعلثوا في الطيحات والعثرات وخاصة في منطقة الجزاء، ولعلكم لاحظتوا تجنب كل  الشواب استعمال «الهِدّ»، لأن الرأس أصبح اليوم عندهم أهم من القدم.
المهم.. انتهت المباراة بالتعادل في شوطيها الأصليين، ولجأ الحكم لركلات الجزاء لترجيح كفة الكلاسيكو، وكل مشجعي الفريقين من الشواب أيضاً، والذين أصبح تشجيعهم اليوم يتبعه سعال وكحات متقطعة، كان يعتقد أن فريقه كان أحق بالفوز بهذه المباراة التاريخية، وتعال شوف الصدعة عقب تلك المباراة التي رجحت كفة «الكاتلوني على المرينغي»!