53 شمساً، تضيء الأرض، والسماء تمطر بهجة، والقلوب قناديل، والأرواح أجنحة، والطير يسرد قصة التحليق، والشجر يصفق للنجاح التاريخي لأهم وحدة عربية ملأت وعاء الجغرافيا بمنجزات غيرت وجه الكون، واستفاقت لأجلها عيون العالم، تنظر بدهشة، وتتابع بفرح، وتتطلع للنموذج بمشاعر كأنها المرايا تعكس صورة المشهد العظيم، وتكتب على صفحات الأيام كيف بدأنا، وكيف استمرت القافلة تحمل في الطيات معالم دولة شيدتها إرادة قادة وشعب، ساروا في الدرب الطويل، في لحمة منقطعة النظير.
اليوم ونحن نتأمل الصورة، ونحن نحمل الحلم الكبير في صدرونا، نشعر أن شيئاً ما يتخلق في أحشاء الكون، شيئاً يشبه حركة التنوير التي بدأت في أوروبا، وفي فرنسا بالذات، شيئاً يؤكد للقاصي والداني أن الإرادة هي أنامل التحول، وهي ريشة الكتابة الأولى على صفحة الوجود، بأن العزيمة تأتي من وحي أهل العزائم، وأن قوة الاتحاد هي من صرامة أهله، وصدقهم، وحبهم، وتفانيهم وإيثارهم، من أجل أن تستمر الجياد تثب، ولا تتوقف، وترفع الأغنيات عالية، لتسمع النجوم الصدى، فتردد ما يجيش في خاطر العشاق، وما يختلج في الضمائر من مشاعر جلها ملونة بحب الإمارات، ريانة بثراء التاريخ وما يكنه من معجزات أذهلت كل من يرى، وكل من يسمع عن دولة عند نياط الخليج العربي، نشأت، وتطورت، وأمسكت بزمام المراحل تقتفي أثر المؤسسين، وتحتفي بمذهب الذين عاهدوا الله بأن نكون في المدى نجمة تتألق بحب أبنائها، وعشاق الحياة.
53 شمساً، تضيء الأرض، وتسرج خيول النور في أفئدة الناس الطيبين، أولئك الذين حلموا ذات فكرة جلية، بأن تكون الإمارات المثال الذي يحتذى به، فكان الذي يكون، وأصبحت بلادنا في العالم محور الأداء السياسي، الرائع، والعمل الاقتصادي المضيء، والعلاقات الإنسانية التي لا تشبه إلا نفسها.
هذه الإمارات، الدولة العالمية والتي خرجت من قلب الرمال الصفراء، لتخضب القلوب بالأخضر اليانع، وتخصّب الضمائر برحيق الورد، تحمله فراشات الجمال الوجودي، هذه هي الإمارات، حملت أعباء التاريخ وطافت بها الجهات الأربع، واليوم تتربع على منصة الصوت، والصيت، بمعالم بلد لم تزل تتخطى العواقب، وبمناقب أهل الشيم الرفيعة، والقيم العالية، لم تزل الإمارات تضع الإنسان بين الرمش والرمش، وهذا ما جعلها تتفوق على نفسها، هذا ما جعلها تسبق الريح في الذهاب إلى المستقبل، لأن الحب قاسمها المشترك مع القريب والبعيد، وهي الأرض التي زرعت الحب فصولاً، وأصولاً، وهي الأرض التي قطفت من ثمار الوجد وجوداً راسخاً، متألقاً، متأنقاً، متناسقاً، متدفقاً، وتمضي في الدنى مشمولة برعاية قيادة، وعناية شعب، وكلاهما في الطريق يلتقيان عند مصب المشاعر الصافية، كلاهما يلتقيان عند مفردة واحدة، وهي أننا في الإمارات ضلعان لمثلث الحب، والضلع الثالث، هي الإمارات.
53 شمساً رسمت الصورة الزاهية لوطن لا يخلد إلا لطمأنينة تعم القلوب وتملأ الدروب، وتجعل من الإنسان القلادة على صدر الوجود.