أتوقف دائماً عند تصريح تقليدي للمدربين، غرباً وشرقاً وجنوباً وشمالاً: «النقاط أهم من الأداء، النتيجة أهم من الأداء»، هل ترون أن ذلك صحيح ومنطقي؟
أبادر بالإجابة: لا، فالأداء الجيد يقود إلى النتائج الجيدة، وكلما ارتفع مستوى أداء الفريق، جمع النقاط، وحقق البطولات، قد تكون أحياناً النتيجة أهم من الأداء، إلا أن هذا هو الاستثناء وليس القاعدة، نعم يمكن أن يدافع ريال مدريد أمام مانشستر سيتي ويفوز، وقد حدث ذلك يوماً ما في دوري أبطال أوروبا، إلا أن ريال مدريد لا ينتهج أسلوب الدفاع كي يفوز، ثم إن الإبداع والابتكار والمبادرة، وفرض شخصية الفرق، كلها عوامل تصنع الانتصار وتحقق النتائج الجيدة.
أخيراً، وجدت مدرباً يرى أن الأداء الجيد يقود إلى النتائج الجيدة، وقد قال ذلك صراحة، وهو روبن أموريم، مدرب مانشستر يونايتد الجديد، الذي طالب جماهير الفريق بالتركيز على الأداء قبل الاحتفال بالنتائج، فكيف يلعب الفريق؟ كيف يؤدي؟ كيف يدافع؟ كيف يفرض شخصيته في الملعب على المنافس؟ كيف يسترد الكرة بسرعة؟ كيف يهاجم بقوة حين يسترد الكرة؟
بعد سنوات عجاف، وبعد ثلاث سنوات سيئة مع تين هاج، أعاد المدرب البرتغالي البالغ «39 عاماً» الأمل لجماهير مانشستر في مدرجات ملعبه أولد ترافورد، وكان جمهور مانشستر يونايتد قد هتف لأموريم، بعد التعادل 1-1 مع إبسويتش تاون، وبعد الفوز على بودو جليمت النرويجي في الدوري الأوروبي، ثم ارتفعت درجة الحماس للمدرب البرتغالي بعد الفوز على إيفرتون 4-صفر، بهدفين لكل من ماركوس راشفورد، وجوشوا زيركيزي، ليحقق مدرب مانشستر يونايتد الجديد أول فوز له في الدوري الإنجليزي، بأداء فني نال إعجاب الجمهور والنقاد، لكن هناك اختباراً صعباً آخر ينتظر روبن أموريم، حين يواجه أرسنال الأربعاء، وهو يرى أن تقييمه الحقيقي سيكون وفقاً للمركز الذي يحتله مانشستر يونايتد في النهاية، وهذا صحيح مائة في المائة.
الأداء الجيد يقود إلى النتائج الجيدة، والمدربون الذين يرون أن النقاط أهم من الأداء، أو أن الفوز أهم من الأداء، ويضعون ذلك دستوراً، هم على خطأ، ويبيعون للجمهور قلة الحيلة والعجز، وأكرر أن الفوز يكون أحياناً أهم من الأداء، كان استثناءً، لكنه ليس القاعدة.
**
محمد صلاح أفضل لاعب في العالم، قياساً على دوره مع ليفربول، وقياساً على مهاراته وإبداعه، وقياساً على قوة المسابقة التي يلعب بها، لكن ليس من الضروري أن يكرر صلاح بالتلميح بعد كل مباراة، أنه بصدد الرحيل عن ليفربول، في رسائل تبدو أنها ضغط على الإدارة من خلال الجمهور، وهو أمر لم يفعله فان دايك الذي يعيش نفس الظرف الذي يمر به صلاح، ولذلك أرجو من «الملك المصري» مصدر فخرنا جميعاً أن يتحلى بسلوك الملوك، ويضع الفريق قبل الفرد، وتكون تلك هي الرسالة بالصمت!