غداً الاثنين، الذي يوافق اليوم الثاني من ديسمبر 2024، سيشرق عيد الاتحاد حافلاً بالفرح والاحتفالات المتنوعة والمدهشة بجمال صورها وتجلياتها بمناسبة مرور 53 عاماً على تأسيس دولة الإمارات. فيا أيها الإماراتيون، ويا أيها الساكنون والقاطنون والمقيمون المطمئنون في رحاب الإمارات وحضنها، الإمارات التي تضيء حياتكم بنور التسامح وتحتضن وجودكم بسخاء كرمها وخيرها، وترفرف رايتها في فضاء الكون وحياتكم بالترحيب والسلام. الإمارات المنارة المشعة، والمستنيرة بفيض رؤى حكمتها وحكامها الذين يحتضنون ملايين البشر، من كل قارة وبلد، مرحباً بكم في الإمارات التي لا تفرق بين جنس وجنس، ولا بين عرق وعرق، ولا بين دين ودين، ولا بين طائفة وطائقة. فالكل في الإمارات لديها سواسية لا يعلو أحد على أحد، ولا يتدنى أحد على أحد. 
نعم، إنها سبع إمارات توحدت بحكمة ورؤية الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي سيعجز التاريخ عن رصد مآثره لكثرتها وتنوعها. فالنور الذي أضاءت به الإمارات على هذا الأرض لا ينطفئ مهما سيجت الغيوم شعاع الشمس، وغيرت الفصول مداراتها. إنها الإمارات التي أصبحت كأنها الكون ضم الكواكب: أبوظبي، دبي، الشارقة، عجمان، رأس الخيمة، الفجيرة، أم القيوين، ثم تجمعت وتوحدت لتصبح كأنها قارة واحدة تسكن أرض هذا الكوكب الفريد. وأصبحت منارة تضيء عتمة الدروب، وتفتح وجدانكم على حلم باتساع الكون. 
إنها الإمارات التي حباها الله بنعمة حكامها الذين يشعون دوماً على مسار أيامنا وتاريخنا بضياء الارتقاء والتطور والمحبة والمعرفة والثقافة والإبداع في مجالات الحياة. أيها الإماراتيون، ويا أيها الساكنون والقاطنون والمقيمون المطمئنون في رحاب الإمارات، افتحوا بصيرتكم وقلوبكم وتأملوها وهي تشع كمنارة تضيء لكم طرقات الحياة. إنها الإمارات التي تفتح أحضانها لكل من شاء الصعود في مجالات التطور في العلوم والثقافة والإبداع شعراً ورواية ودراسة وبحثاً، دون تفريق بين رأي ورأي، وبين جنسية مثقف ومثقف. فاحضنوها بكل ما اكتنزت به أرواحكم من النقاء والمحبة واليقين. وتعالوا، هاتوا أحلامكم ونور بصيرتكم والأمل المخبأ بين خفقات قلوبكم، وانقشوا في وجدانكم حب الإمارات في عيدها الوطني، وفي كل يوم. وهي ترتقي بكم بضياء التسامح والسلام.