العالم هنا، والإمارات تزف للعالم بشرى سحابات ممطرة، واليقين هو أن بلادنا أصبحت اليوم في الزمان رخاءً وأماناً، أصبحت في الحياة ابتسامة الوردة في بساتين العلاقات بين الدول، وأثمرت هذه الانتماءات السلام، والوئام، للحياة المبهجة. رسالة الإمارات للعالم دوماً، حماية العالم من نسيان نفسه، ورعايته، والعناية به من كل ما يشوب الحياة من كدر وقتر. ففي كل صباح وعند كل شروق شمس، تصحو الأشجار في بلادنا على رفرفة الطير، وتغريد العصافير، ابتهاجاً بمنجزاتنا على مستوى القيم، وشيم الأخلاق ذات المنسوب العالي، وتلك الأحلام الزاهية تداعب رموش اللواتي يفتحن المقل على نعيم وطن أجزل في العطاء، وفاض بالانفتاح على العالم، لتصبح بلادنا اليوم مهبط العلاقات اليافعة، ومنزل المشاعر اليانعة، وموئل الأفكار الناصعة. 
الإمارات اليوم تصبو لوجود أفضل، و ترنو إلى وجود بديل لحياة تتمتع بالشفافية، وعلاقات دبلوماسية، واقتصادية، وثقافية صافية، نقية من شوائب الأنانية، ثرية بالطموحات، متجلية بتطلعات أبعد من النجوم، وأقرب إلى القلوب، وعلاقات ترسم للأجيال صورة الإنسان الكامل، وهو يثابر، من أجل بياض السريرة، ويبادر من أجل صناعة الصباحات رافلة بخيوط شمس لا يكدرها غبار الخيول المجنونة، ولا يعكر صفوها سعار الوحوش المأفونة، صباحات تفيض بأحلام الجمال، وكمال الصفات، وجزالة السمات. 
في اليوم الذي تشرق فيه علاقات ود مع دولة من دول العالم، تبتسم نجمة في السماء، ويرقص غصن، وتغني موجة باسم الوجود الزاهي، وباسم دولة علمت العالم كيف يكون الحب، وكيف تكون العلاقات بكل شموليتها، عناق أغصان شجرة واحدة، وترادف الجداول بين الحقول، وفي كل الفصول. 
 الإمارات بدبلوماسية الوعي الواسع استطاعت أن تحقق منجزاً تاريخياً يتكئ على علاقات إنسانية متكافئة، يسودها الاحترام، ويعمّها السلام، وتشملها العدالة في التعاطي في مختلف القضايا، والأحداث التي يعيشها عالم اليوم.. هذه الشيم الإماراتية هي التي وسعت محيط العلاقات مع دول العالم، وهي التي رفعت سقف النجوم، في السماء، وهي التي لونت وجه البحار بالصفاء، وهي التي أدارت شكل الأرض، وجعلتها مستديرة تحيط بمشاعر الناس أجمعين بأشرعة الحنان، وأذرع الود. هذه هي رؤية الإمارات، ودبلوماسيتها، وهذه هي رسالتها للعالم بأننا أبناء الأرض، وعلينا الإيمان بأنه لا حياة للعالم من دون بوح أشبه بتغاريد الطير، وتواصل أقرب إلى الاندماج، وهذه هي رسالة الإمارات، مقتبسة من رسالة السماء للعالمين بأننا جميعاً من آدم، وادم من تراب، وعلينا حماية هذا التراب من شح المشاعر، ومن ضجيج الأفكار العدائية، ومن عجيج الأوهام المؤذية. رسالة الدبلوماسية الإماراتية مبعثها إرث قويم، وتاريخ أطول من المدى، رسخ حروفه الباني المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وعلى نهجه تمضي القيادة الرشيدة، مستضيئة بهذه الرؤية، مستلهمة منها أخلاق الإنسان النقي.