- هناك أماكن حماية لمواقف انتظار الحافلات أو لاستراحة المشائين في الشوارع والتقاطعات وضعتها بلدية أبوظبي منذ أعوام، وكانت جميلة في وقتها حينما كانت جديدة وشكلها متخذ من أشكال جريد النخل، فأضفت على الأمكنة خصوصية ورونقاً حضرياً، لكنها اليوم مهملة وبهتت، وبعضها تفكك بفعل الشمس الحارقة، وأصبحت مثل العريش المقشوع الذي بلا صاحب، وهو أمر يضجر المدن وقاطنيها، ويعد من الأشياء التي لا تحبها المدن الحديثة، وتزعج وجهها البَرّاق، مثلها مثل لوحات الإعلانات القديمة والمغبَرّة لشركات أفلست، وهرب الـ «سي إي أو» لجزر فيجي، وجمهوريات الموز البعيدة أو الأماكن غير المصانة بشكل دوري، فتبدو مثل شقة العازب المعدم أو أعمدة الإنارة المعطلة أو التي تظل تبربش بنورها المنطفئ، والأبواب الخلفية للمطاعم وساحاتها المجاورة التي تشبه كرش الذئب!
- «أبو راشد» الجميل على الدوام، ذو الدم الخفيف، وسارق البسمة والضحكة من الناس في صباحاته المتعافية، والذي يعالج المسائل الاجتماعية بروح الدعابة الغائبة عنا، وبروح الشفافية الناعمة التي لا تجرح أحداً، ولا تستعلي على أحد، «عبدالله راشد بن خصيف»، إعلامي وطني، ومتفاعل، ذو عزف منفرد في جوقة الإعلاميين اليوم، هو مغاير لذلك، هو جميل ومتوج من الجميع الصغير والكبير، أضحكني وما زال وهو يتناول المصطلح الفرنسي «ترتوف» (Tartuffe)، الذي هو في الأصل عنوان لمسرحية مشهورة للكاتب الفرنسي «موليير»، وقد صدرت لأول مرة عام 1664، وتدور أحداثها حول شخصية «ترتوف» الذي يمثل النفاق والدجل الديني، وكيف استطاع أن يخدع عائلة ثرية وأرستقراطية، متظاهراً بالتقوى والورع، لكنه كان يخفي في داخله نيات سيئة واستغلالية، والكثير من النفاق الاجتماعي... وذلك من خلال جداله ومداخلته مع طرح «د. خليفة المحرزي» في توجيهه وإرشاداته للمرأة التي لا تعرف الرجل «الترتوفي»!
- الآن مطروح في علم السياسة العالمية الجديدة أن تُدير بعض الشركات الكبيرة، خاصة الشركات عابرة القارات، والقادرة والمتمكنة من إمكاناتها المادية واللوجستية، أن تدير بعض الدول التي ينخرها الفساد، وتخضع لانقلابات عسكرية دائمة أو متهمة بتجارة الممنوعات، وتمويل شبكات الإرهاب العالمي أو البعيدة عن التنمية الحقيقية، والعدالة الاجتماعية، والمتأخرة عن ركب المدنية والعصرنة، والتحول الرقمي.. فهل تنجز الشركات ما عجزت عنه بعض الدول؟ سؤال مشروع ومطروح، وهو قريب لا بعيد!