عالمنا بيتنا الذي يضم أرواحنا، وهو المكان الوسيع الذي نضع فيه أدوات حضارتنا، لنحمي اقتصادنا، ونوفر على الأجيال جهوداً، قد تكون مستعصية الحل فيما لو تقاعس الآباء عن إيجاد الحلول التي تمنع تمدد الرماد في عيون الشمس، وتناثر الدخان في وجه القمر.
في «كوب 29»، الذي انعقد في جمهورية أذربيجان، وهو الامتداد الطبيعي لما حدث في عاصمتنا الزاهية في «كوب 28»، حيث الجهود منصبة دوماً على الاستفادة من تجربة الإمارات في العناية بالبيئة، وتصفية رئتها من عوادم العبثية التي تثيرها مصانع الغي، والعدمية.
الإمارات اليوم أصبحت نموذجاً للدولة الراعية للبيئة، والحامية لضلوعها، والمعتنية لمشاعرها، والواقفة دوماً على تنميق لوحتها التشكيلية، وترتيبها، وتهذيبها، وتشذيبها من غبار الأيام، وجعل كل ما تنتجه الأيدي المصنعة صديقة حميمة للبيئة، وحبيبة لها، ولا تخون مآلها، ولا تعكر موالها، ولا تضيق الخناق على منازلها.
الإمارات تبدو في العالم النجمة التي يتبع الآخرون مسارها، والذين يقتدون بسلوكها، ويحتذون بحذوها، لأنها سبقت الكثيرين في الالتصاق بالطبيعة، كأم حنون، وصدر دافئ، على الجميع مراعاة وضعه، والعناية بظروفه.
الإمارات تحضر مؤتمرات «حماية البيئة» وهي تحمل في جعبتها تجربة زاخرة بالطاقة الإيجابية، تجربة لها رونقها، ولها شكلها البهي والذي يعتد به، ويؤخذ بمعطياته، لأن التجربة أكدت أن العناية بالبيئة، هي أمر تحكمه الضرورة الوجودية، وليست شعاراً، ولا عناوين عريضة، تجربة الإمارات حققت مآلات وافية الشروط، كافية الامتيازات، تجربة الإمارات تقدمها الدولة للعالم بثقة، وثبات، وحكمة، ودراية بما تؤول إليه النتائج، وما ينتج عن الحوار مع الآخر، حول كيفية الوصول لبيئة نقية، بيئة خضراء كقلوب الأطفال، وعفوية الطير.
الإمارات زرعت الشجرة في أماكن كان يستحيل فيها بروز غصن أخضر، والإمارات عملت على تجارب واسعة في الاستفادة من خبرات أبنائها في دعم مسير الحزام الأخضر على امتداد الجغرافيا الإماراتية، إلى جانب الأخذ في الاعتبار، مدى ما تخلفه المصانع، من عوادم قاتلة للبيئة، وبذلك سعت الإمارات جاهده في اتخاذ التدابير الكفيلة في التخفيف من تلك التيارات الداكنة، والاجتهاد في قطع دابرها.
اليوم تبدو البيئة الإماراتية محطة واسعة الفضاء للطير والشجر، مما يجعل الإنسان يجد ضالته في هذا المكان، في الإمارات، للعيش من دون شهيق مزر، وزفير مؤذ.
اليوم في الإمارات ينمو الاقتصاد على أكتاف بيئة سانحة، وفياضة بالمعطيات التي تجعل الاقتصاد يكبر، وتتمدد أنهاره، وتتسع حدقاته من دون كدر، ولا ضنك، لأن البيئة النظيفة بيت باذخ لاقتصاد حي نابض، مترعرع.
أصحاب رؤوس الأموال يهرعون إلى الإمارات بحثاً عن بيئة رخية، سخية، تمد يداً بيضاء من غير سوء، وتعمل على تقديم خدماتها برخاء، وثراء، مما يجعل رأس المال الذكي يثب كالجواد نحو مضامير تستحق الوصول إليها، وتستحق الجلوس على أرائكها، لأنها المكان الذي يمنح الطمأنينة، والمكان الذي يقدم أدوات النجاح بكل أريحية، وكل سعادة.