زيارة تاريخية بكل الأبعاد لقائد المسيرة المباركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى دولة الكويت الشقيقة، بدعوة كريمة من أخيه صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير الكويت.
زيارة تستمد تاريخيتها من الروابط ضاربة الجذور والوشائج والصلات المتميزة التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين، والمصير المشترك الذي يربطهما. للكويت في الذاكرة الإماراتية والوجدان الإماراتي مكانة لا تُنسى، تعود إلى تلك الإسهامات الطيبة لها في التعليم والصحة في الإمارات قبل قيام الدولة. ويتذكر أبناء جيلي تلك الدفاتر التي كانت تحمل صور أميرها الراحل، وهي توزع على الجميع في مدارس أنشأتها وأدارتها الكويت، إلى جانب العيادات والمستشفيات، وأول محطة تلفزيونية تبث بالأبيض والأسود من منطقة القصيص.
وللإمارات في قلوب الكويتيين مكانة رفيعة، يستذكرون معها مواقف النبل والوفاء الإماراتية للمؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وشعب الإمارات الذي هب لنصرة الكويت من أجل استعادتها من براثن الغاصب المحتل الغادر.
موقف لخّصته صحيفة «الرأي» الكويتية في معرض الاحتفاء غير المسبوق للإعلام الكويتي الشقيق بزيارة صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، عندما اختارت صورة لسموه بالزي العسكري مع وحدته العسكرية وخلفها النيران في أول يوم من تحرير الكويت. واختارت عنواناً لافتتاحية رئيس تحريرها: «تكفينا هذه الصورة»، وقالت: «رئيس دولة الإمارات الزائر اليوم لبلاده، الشيخ محمد بن زايد، صورته باللباس العسكري عابراً حدود النار مع جنود كتيبته خلال حرب تحرير الكويت، محفورة في وجدان كل كويتي وفي تراب الكويت وأسوارها التي اكتملت بسواعد الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي»، مضيفة: «تكفينا هذه الصورة لنكلل العلاقات مع الإمارات وقادتها بالعز والفخر».
زيارة تاريخية تؤسس لمرحلة جديدة وآفاق رحبة ومسارات متجددة أوسع للعلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين، مرحلة تحظى برعاية خاصة من قيادتيهما، ويتواصل معها ترسيخ القيم والمبادئ المشتركة العظيمة التي تجمعهما، لكل ما فيه الخير ليس لشعبيهما فقط، وإنما لما فيه الخير والنماء والازدهار لشعوبنا الخليجية في إطار المجلس الذي يجمعنا، وكذلك لما فيه تعزيز الأمن والاستقرار ليعم السلام المنطقة والعالم.
وكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: «العلاقات الإماراتية الكويتية أخوية راسخة، وتجمعنا روابط القربى والتاريخ والجوار والقيم والمصالح المشتركة، وهذه العلاقات تقوم على أسس من الثقة والاحترام والمحبة، ونحن حريصون على مواصلة تعزيزها لمصلحة شعبينا والأجيال المقبلة».
حفظ الله الإمارات والكويت وبارك جهود قيادتيهما لتعزيز صرح العلاقات والروابط المتميزة التي تجمعهما لما فيه خير شعبيهما.