هذه هي الإمارات، أهداف بوضوح الموجة، وإنجازات بسعة السماء، وطرائق تفتح دروبها للآتي من جهة الطموحات الشاسعة، وبنى تحتية، تسف خيوط الحرير، كي تستريح آلة الاقتصاد وهي تحلق على مقربة من المجد، وعند ناصية السعد، تصفر الحياة جدائها في أيام الإمارات، وتستعد الإرادة للقفز بالمظلات في فضاءات، واسعة، نقية كنقاء السلسبيل، صافية كما هي عين الطير.
اليوم من يتأمل المشهد، ومن يقرأ الجملة الاقتصادية في الدولة، يراها ترفل بقيم القصائد العصماء، وشيم النجباء الذين يحدبون في يباب العالم، ليجلوا عنه صدأ التقاعس، ويزيحوا عن كاهله، غبار اليأس، إيماناً من القيادة أنه لا يأس مع الحياة، ولا حياة مع اليأس، فالحياة حبل مشدود بين قطبين، الأول فيه الطموح البشري، والثاني يكمن عند طرفه الإنجاز العظيم، والذي يكلل الجهود المخلصة، والعزائم الصادقة، والحب الصافي.
فالحياة محبة، وأن تحب الشيء تكون أنت هو، وهو أنت، تكونان في الوجود واحداً.
هكذا تبدو اللوحة التشكيلية في الإمارات، وهكذا نتعلم من الدرس الصباحي في كل يوم، أي عند كل شروق شمس، يبزغ مشروع جديد، وفي طيات الجديد، بشارة لنهضة اقتصادية عامرة، بالرفاه، غامرة بالجود، والجودة، والجياد مستمرة في رفع الصهيل عالياً، من أجل أغنيات جديدة، من أجل فرح جديد، يؤثث وجدان كل من يقيم على هذه الأرض، وكل من يشرب ماءها، ويتنفس هواءها، الإمارات مهبط القادمين من الجهات الأربع؛ لأنها وفرت المبتغى، وسخرت الإمكانات لكي تمضي السفينة من دون رياح ولا جراح، ولكي تمسك الموجة بزمام البحر، وتجعله سخياً، رخياً، نقياً، وفياً للذين يخطبون الود من موجاته، والذين يغوصون في أعماقه، طلباً لعناق محارة المجد المجيد.
هكذا تصبح الأهداف كالكواكب السيارة، تضيء الحقول، وتمنح الفصول وعيها بأهمية أن تنضج الثمرات، ويصير للأشجار معان، في قلب الرواية، ومغزى في صلب القصيدة، والإنسان هو البطل المجلل ببريق الظفر، عندما تكون الأرض أم تضم أبناءها بين ضلعين، وشريان.
هذه هي أسرار القوة في اقتصاد الإمارات، وهذا سبره، وهذه سيرورته؛ لأن القيادة أرادت أن نكون في المركز الأول، ولأن القيادة آمنت أن «السفينة لا تمشي على اليبس» وهي الحقيقة، حقيقة الأشياء عندما تكون في صميم القناعة، وفي أس المعنى الذي يسعى إليه كل عاقل، محكم الإرادة، رصين العزيمة، مؤمن بأن الحب بيت الطموحات، وسقفها، وبساطها، وعمودها الفقري.
في الإمارات، تمضي الحياة على بساط من قيم، لا يمكن لأي طموح أن يتحقق بدونها، وأولها الإيمان بأن الاقتصاد خيمة الحياة، ومن دون هذه الخيمة، يفتح عراء المحن فاهاً وسيعاً، يلتهم المصير، ويدخل التاريخ في لجة الظلام الدامس؛ ولذا نرى الإمارات تنعم اليوم، بسندس الفكرة الذكية، في تثبيت القيم، والسير على هداها.