- أعتقد جازماً أن اختراع «السيستم»، وتيسير دخوله في حياتنا العملية، كان يراد به التسهيل، وتوفير وقت وجهد الناس، والاندماج في منظومة الحياة العصرية بعيداً عن التعقيد الإنساني وصعوبة اشتراطاته، والبيروقراطية التي خلقها الموظفون المتكلسون، وما تجرّ وراءها من محسوبية ورشوة.
- البعض من المتضررين من السيستم صار يرمي كل الأخطاء على السيستم، والأعطال المفاجئة في السيستم، وعدم رضا الناس عن بعض المعاملات بسبب السيستم وطريقته الجافة، وعدم فهمه للظروف الإنسانية، كل ما يعترف به هو فقط أن تكون كل الخانات معبأة بالطريقة التي يفهم ترجمتها.
- اليوم لا شك هناك فراغ غير ممتلئ بين التطبيق القديم، وتطبيقات السيستم الرقمي أو الآلي، وهو أن الإنسان أحياناً بحاجة إلى التعامل مع الإنسان، يعني أخذ وعطاء أو صدّ وردّ، وأن السيستم كثيراً ما يغيظ المتعاملين الذين نَفَسهم قصير أو من متقلبي المزاج، يعني بالمحلية، مرات المراجع يريد أن يتفاتن أو يتعارك مع موظف مختبئ خلف زجاج سميك.
- البنك يسحب من بطاقتك ثلاث مرات، ونفس المبلغ، بدون حتى رسالة نصية كالعادة، فتشك في الموضوع، خاصة والآن هناك سرقات عابرة للقارات ومن خارج المياه الإقليمية، فتتصل لتفهم، لكنك تجد الموظف الآلي أو يحيلونك للدخول على التطبيق الرقمي، فلا تجد جواباً شافياً، وليس هناك شرح مفصل عند السيستم، فتسمع نصيحة طلب المساعدة من أحد موظفي البنك، وحين يكثر من الترحيب بك، يطلب منك بأسئلته الكثيرة إثبات أنك صاحب الحساب، إلى هذا الحد الأمر مقبول، أما غير المقبول فهو جوابه على شكواك: والله هذه غلطة السيستم، وعليك أن تقدم بلاغاً بالشكوى، وستحل مشكلتك بعد ستة أيام عمل، غير محسوبة فيها أيام العطل والإجازات الرسمية، وبعد أسبوع يتصل بك موظف أو يرسلون لك رسالة نصية بأن مشكلتك حلت، وستعاد لحسابك المبالغ التي سحبها السيستم بطريقة خاطئة وغير معروفة، وذلك خلال ثلاثة أيام عمل، فلا تستطيع أن تقول شيئاً غير أن غلطة السيستم بألف!
- بقي سؤال يدور في أذهان الكثيرين: ليش السيستم دائماً يغلط في الأمور المالية، ومسائل السحب النقدي، وفيما يخص الناس البسطاء والمتقاعدين والمقترضين والموظفين البسطاء الذين رأسمالهم ينتهي قبل نهاية الشهر عادة؟!