كعادتها، لم تخطئ الاجتماعات الحكومية موعدها، لتضرب موعداً جديداً مع أجندة مشاريع وطنية من شأنها تأمين أفضل حياة لشعب الإمارات، وكل من يعيش على أرضها.
أهمّ 500 مسؤول من مختلف الجهات الاتحادية والمحلية يلتئمون في أكبر تجمع وطني، لهدف واحد، هو: رسم خريطة طريق لحقبة أكثر جرأة في تبنِّي أدوات المستقبل، ضمن 3 محاور أساسية، تتمثل في الأسرة، والهوية الوطنية، والذكاء الاصطناعي.
رسائل كثيرة حملتها الاجتماعات، أبرزها: أن الشغف المتجدّد بالمستقبل وصناعته، والتفكير خارج الأطر التقليدية، سيظل يمثل جوهر ثقافة العمل الحكومي في بلادنا، بينما الأسرة الإماراتية وهويتها حجر الزاوية في رؤيتها، وكلمة السرّ في كل ما تتبنّاه من مبادرات وما تحققه من إنجازات حضارية بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.
أمر آخر، يتجسَّد في الأرقام التي كشف عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، والتي تشير إلى دلائل ينبغي أن يعلمها كل مهتم بالشأن الإماراتي، وأبرزها: أن عملية التنمية في بلادنا لم تكن أبداً مجرد شعارات، بل إنجازات متتالية، وعلى المستويات كلها.
ما تقوله الأرقام أيضاً إن اقتصادنا الوطني في المركز الأول عالمياً على مؤشر الاستقرار الاقتصادي، وإن بلادنا الأولى عالمياً في مؤشر جاهزية البنية التحتية للاتصالات، والثانية عالمياً في القدرة على التكيف مع المتغيرات، والثانية عالمياً بعد الولايات المتحدة في عدد مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة.
ما تقوله الأرقام أيضاً إن الإمارات الرابعة عالمياً في كفاءة الحكومة، والسابعة عالمياً في القوة التنافسية، والعاشرة في مؤشر القوة الناعمة، بينما شركاتنا الوطنية تدير أكثر من 100 ميناء حول العالم.
كل هذه الأرقام تجعلنا واثقين بأن مسيرتنا مستمرة، وقافلتنا تمضي على الطريق الصحيح، لتقطع مسافات بعيدة في سباق التميز، وفق رؤى جريئة تشكِّل منهجية عمل، تقوم على تقييم الواقع وتشخيصه وتحديد الأولويات، وتعزيز الاستعدادات لإنجازات جديدة في القطاعات كافة.
ستظل الإمارات نموذجاً عالمياً للحكومات والشعوب، وستمضي بكل ثقة باستكمال مسيرتها، متمسكة بشغفها بالمستقبل، الذي تقرأ استحقاقاته جيداً، وتتهيأ له جيداً برؤى قيادتها وسواعد أبنائها.