قام قائد المسيرة المباركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مؤخراً بزيارة تاريخية للولايات المتحدة الصديقة، كانت تاريخية بكل ما تحمل الكلمة من معنى. وقد أسهبت وسائل الإعلام المحلية والعالمية في استعراض محطاتها وحجم الاحتفاء الأميركي بضيف وقائد استثنائي، تقديراً لرؤاه في صنع السلام وتعزيز الأمن والاستقرار، وإسهاماته على مختلف الصعد التي لامست قضايا سياسية واقتصادية معقدة وجوانب إنسانية عملت على تخفيف معاناة البشرية سواء من الأمراض المستوطنة أو الأوبئة.
كما كان ذلك الاحتفاء تقديراً للمكانة التي تحققت للإمارات بفضل جهود سموه، ومن قبل للمؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والنهج الحكيم لقيادتها على امتداد أكثر من خمسة عقود. دولة اختارت أن تكون شريكاً فاعلاً ولاعباً مؤثراً لتحقيق كل ما من شأنه تمكين الشعوب من المضي في تحقيق تطلعاتها في السلام والأمن والاستقرار، لتواصل مسيرتها نحو الرخاء والازدهار.
ما يلفت النظر في زيارات وجولات ولقاءات قائد مسيرتنا المباركة، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، في الخارج، هو حرصه الكبير على ارتداء الزي الوطني الإماراتي الجميل، والتحدث خلال جلسات المباحثات والمؤتمرات الرسمية بلغتنا العربية الجميلة.
إنها رسالة فخر واعتزاز للأجيال وللجميع بأن الزي أو اللغة ليستا مجرد ملابس أو كلمات، وإنما تعبير عن هوية وطن وتاريخ. والتمسك بهما هو من صور التعبير عن تلك الرسالة والحرص على التعريف بها والتواصل بهما أيضاً لبناء جسور جديدة مع الثقافات والحضارات الأخرى، التي تحرص بدورها على تقديم رموزها في مختلف المحافل الدولية.
رسالة يحرص صاحب السمو رئيس الدولة على التذكير بها بشكل عفوي وبسيط، وسموه يدعونا دائماً لحسن التعريف بإمارات الخير والمحبة، وأن يكون كل من تشرف بالانتماء إليها خير سفير لها.
وعندما تحرص مختلف الدوائر والمؤسسات في مدن وإمارات الدولة على دعوة الجميع للالتزام بقواعد الملابس لدى مراجعتها، فهي تنطلق مما يعنيه الأمر من احترام متبادل للثقافات وتقدير واعتزاز بالهوية الوطنية.
لفتات تتجدد معها دعوات التذكير بالحفاظ على أصالة الزي الوطني ولغتنا التي تعد من أجمل لغات العالم، وقد نُقلت بها علوم وتاريخ أمة خالدة على مدى العصور. وما أروعه أن نحتذي ونقتدي بقائدنا بو خالد، حفظه الله، في حله وترحاله، وبارك لنا في كل خطواته، وسموه يصل الليل بالنهار من أجل رقي وتقدم وازدهار بلد زايد الخير، ولتظل الإمارات وطن الريادة والصدارة.