كم هو جميل كل شيء، حين يختلط بالوطن، حين يتلون بألوان العلم أو يتغنى بالنشيد.. حين يتجرد من تلك المشاهد القريبة، حتى ولو ظلت على الهامش، فيصبح أعمق وأبهى وأجمل.. مثل تلك الأشياء لا تراها فقط بالعينين، تراها بالقلب أولاً.. يكفيك أنك كنت جزءاً منها.. قد تصبح مباراة للكرة، ربما لست مشجعاً لأحدهما، لكنك رغم ذلك سعيد.. فحولك ومعك وفي الأجواء يطل الوطن.
في نهائي الكأس بين الشارقة والوحدة، والذي شرفه بالحضور سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، وتوج الشارقة في نهايته بالكأس، بعد فوزه على الوحدة بهدف وحيد، كان المشهد رائعاً للغاية.. كان لوحة وفاء لرمز وعنوان الوطن سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، قائدنا إلى المجد وإلى ما نتمنى.. أن يكون قائدنا، فذلك سبب كافٍ للاحتفال كل يوم.
المباراة تليق بنهائي الكأس، طرفاها فريقان كبيران، تُوج في نهايتها «الملك» الشرقاوي باللقب التاسع في تاريخه مع الكأس، فيما لم يراوح «العنابي» الثنائية، رغم تواجده في النهائي للمرة الثامنة.. تفوق كوزمين تكتيكياً على خمينيز، وحقق المدرب الروماني لقبه الأول في الكأس بكثير من الدهاء الكروي، بعد وصافة لمرتين مع شباب الأهلي.
كان الحضور الجماهيري لافتاً، والحقيقة أن مبادرات اتحاد الكرة لها أكبر الأثر فيما نشهده من نقلة نوعية في كل مناسبات ومباريات الكرة الإماراتية، وفي نهائي الكأس، تعددت المبادرات، كطرح التذاكر للجمهور مبكراً، وإطلاق الاتحاد لقناته على «تليجرام»، وعقده عدداً من اتفاقيات الرعاية مع هيئات ومؤسسات، والمعرض الوثائقي للصور الرياضية التاريخية، وغيرها من المبادرات التي تؤكد أن اتحاد الكرة لم يعد ينظر إلى اللعبة الشعبية باعتبارها فقط هذا السجال بين فريقين في الملعب، لكنها وسيلة للبناء وللمعرفة وإرث لوطن يستحق الكثير.
يستحق النهائي الخامس والأربعين هذا الزخم الذي رافقه منذ أيام، وامتد إلى المباراة نفسها التي تحولت إلى احتفالية رائعة، استضافها ملعب رائع أضاف إليها الكثير، هو استاد هزاع بن زايد، الذي تتوهج المناسبات بين جنباته، وتزداد ألقاً وجمالاً، في مدينة العين موطن كل جمال.
أبارك لفريق الشارقة فوزه ببطولة غالية استحقها، ولا شك أن مردودها عليه سيكون كبيراً، والتهنئة لجماهيره، كلمة السر الكبرى في هذا الانتصار، و«هارد لك» للوحدة الذي لا تقلل خسارته من إمكانياته ومجهوده وتفوقه في فترات كثيرة، لكن هكذا دوماً مباريات الكؤوس، ليس شرطاً أن تنتهي بما تتمناه النفوس.
كلمة أخيرة:
لست مع أولئك الذين ينسون كل شيء في أول أيام الخريف، وينسون كل ما مضى من «مطر»