«البيت الطائر»
عندما يكون مسكنك معرضا فنيا، تنام بين اللوحات والأعمال الفنية البديعة، تخطو على درج زجاجي يحمي عمل فني تحته ومن خلال الزجاج الذي تضع عليه قدمك يبرز تشكيل جميل لفنان أطلق لخياله ريح الإبداع، أو عندما تأكل وتسهر وتشرب الشاي والقهوة، وتستقبل الأصدقاء والزوار بين الأعمال الفنية، فإن روحك ووجدانك وكيانك كله يصبح ويمسي تحفة ولوحة فنية أو زهرة أو ريشة أو فرشاة ملونة.
الفنان حسن شريف والفنان محمد كاظم، فنانان يعيشان الآن في متحف أو معرض فني، أكد لي حسن شريف ومحمد كاظم، أنهما يسكنان هذا المعرض الفني وهم فرحان بأن يكون مسكنهما أخيراً هنا بين اللوحات والأعمال الفنية، حيث يحتوي هذا المعرض على كل الأعمال الحداثية لهما ولزملاء لهما أيضاً.
إن ساعات استراحتهما ونومهما وسهراتهما وسط هذا المنزل الذي تحول إلى بيت للفنانين، وحيث أصبح معروفاً عند جهات خارجية فنية على تواصل معهم بما يسميه هؤلاء الرائعون، “ذي فلاينج هوس” أي البيت الطائر، بيت يكاد يطير من جمال وروعة ما يحتويه من أعمال لفنانين كبار، مثل حسن شريف ومحمد كاظم، بالإضافة إلى أعضاء هذه الدار وهم الفنانون: حسين شريف، ليلى جمعة، موزة السويدي، محمد أحمد ابراهيم، وعبدالرحمن المعيني.
وعلى الرغم من أنه بيت قد أعده عبدالرحيم شريف الأخ الأكبر للفنان حسن شريف للسكن الخاص، إلا أنه تنازل عنه لهؤلاء الفنانين المبدعين، بل يشاركهم الاهتمام والعناية بما يبدعون من أعمال فنية، حتى أصبح بحكم المدير لهذا المعرض/ المتحف الفني الحداثي، فنزل يختلف من الداخل عن المنازل المحيطة به في منطقة القوز بدبي، لتحوله إلى شيء هام جداً، ولأنه مسكن فنانين رائعين، والأستاذ عبدالرحيم شريف كان يحتفظ بكل أعمال أخيه حسن شريف منذ أن كان طالباً، وحتى مشاريعه التي بدأ بها دخوله العمل الفني والتي تمثل الخطوط الأولى والكاريكاتير والمسودات البدائية لحسن شريف كان يحفظها في صناديق حديدية، وعندما كثرت الأعمال وأصبح حسن شريف معروفاً في الإمارات وخارجها، عرض كل محتوياتها على جدران وممرات هذا المنزل الذي أصبح بيت الفنانين أو (ذي فلاينج هوس)، فعلاً أنه البيت الطائر من جمال الأعمال الفنية وأهميتها اليوم وغداً.
لقد كانت فرصة عظيمة أن ألتقي محمد كاظم في سوق السمك، حيث دلَّني على بيت الفنانين، وبما أنني لم ألتقِ الصديق حسن شريف منذ زمن، على الرغم من أن المسافة بين جميرا حيث أسكن والقوز لا تتجاوز مسافة عشر دقائق بالسيارة، أسرعت بالوصول إلى هذا البيت الرائع أو المتحف الفني الذي أسعدني كثيراً وجود الفنان حسن شريف وما يحتويه هذا البيت من أعمال بديعة، وعلمت أن دول عربية وأجنبية على تواصل مع هؤلاء الفنانين ولديهم معارض هناك ودعوات دائمة للمشاركة ونقل أعمالهم إلى تلك الدول، وشراء الكثير من أعمالهم.
نعم هذا هو البيت الطائر نحو الفضاء الإبداعي والفني والجمالي.
Ibrahim_Mubarak@hotmail.com