أعتبر المونديال الأفريقي بمثابة دعوة للاستمتاع· أنت وأنا على موعد مع هذه المتعة الحقيقية التي تفوق كبريات البطولات العالمية الأوروبية والأميركية· أنا لا أتحدث عن القوة فحسب بل أتحدث عن السحر، فالبطولة الأفريقية لها مذاق خاص وسحر خاص لا تجده حتى في البرازيل! أين يكمن هذا السحر؟ هل يكمن في الوجوه والأقدام السمراء· هل يكمن في هذه الأجساد التي تحمل المتناقضين·· القوة والمهارة معاً· هل تكمن في كل هذه الرشاقة في الأداء والتي أتحدى أن تجدها على هذه الصورة سوى في اللاعب الأفريقي الأسمر القادم من الأعماق· أم تجدها في قوة التنافس، وفي سر البطولة الذي لا يبوح بنفسه إلا مع صافرة النهاية! إنها كرة قدم ممزوجة بطقوس خاصة جداً، وألوان خاصة جداً أيضاً! إنها كرة قدم أشبه بالسحر، ليس سحر الأداء فحسب، بل السحر بمعناه التقليدي الذي تعرفه وأعرفه· إننا وخلال ثلاثة أسابيع سنعيش في عالم حقيقي من سحر المشاهدة وسحر كرة القدم الذي لا يعرفه على حقيقته سوى الأفارقة! البطولة ليست فقط دروجبا وايسيان وكانوتي مع كل التقدير لنجوميتهم وأسعارهم الخرافية وموهبتهم اللافتة وترشيحاتهم المسبقة بالقبض على اللقب الأفريقي الكبير· فأروع ما في هذه البطولة أنها قادرة دائماً على ولادة نجوم جديد تشق طريقها بسرعة الصاروخ نحو كبريات أندية العالم· أما المربع العربي المكون من مصر والمغرب وتونس والسودان فسوف نطرب معهم ونصفق لهم على أمل مواصلة المشوار التنافسي حتى النهاية وإن كان ذلك يبدو صعباً فهو ليس مستحيلاً بدليل البطولة المصرية التي تحققت بجدارة في بوركينا فاسو في بداية هذا القرن· وفي خضم هذا السحر الأفريقي يدخل دوري الإمارات بمؤجلتيه على الخط بين الجزيرة والعين من ناحية وبين الوحدة والوصل من ناحية أخرى· في المباراة الأولى منافسة صاخبة بين فريقين أحدهما في ''المعمعة'' والآخر ينوي الدخول ''للمعمعة''! فمن يا ترى سيقرر الذهاب بعيداً نحو المنطقة التي يحتلها حتى الآن بنجاح فريق واحد فقط اسمه نادي الشباب! وفي المباراة الثانية حكاية أخرى بين فريقين كانا في الموسم الماضي ملء الآذان والأسماع ''أقول في الموسم الماضي''·· لأن هذا الموسم يطير بأرزاقه بعيداً عن الاثنين معاً!!