الهزيمة الثانية أمام سبورتينج لشبونة هي السبب الأول في الهزيمة الخامسة على التوالي لمانشستر سيتي، هي التي هزت ثقة اللاعبين في أنفسهم، وهي التي جسدت الشعور بالتشبع من البطولات، وهي أيضاً التي وضعت الشك في نفوس اللاعبين بأن اللقب السابع للدوري الإنجليزي يبدو صعباً هذا الموسم، لكن الهزيمة الثانية ليست السبب الوحيد، وإنما الأول، وهناك أسباب أخرى ليس بينها غياب رودري، ولا كثرة الإصابات في صفوف الفريق، وإنما هناك حاجة لتغيير ما في تكتيك وخطط جوارديولا، الفريق في حاجة إلى شيء من التنوع والتجديد.
الأرقام مهمة بالطبع في كرة القدم وفي أي رياضة، ولكن الاستناد إليها وحدها، يسقط جوهر اللعبة ويسقط ما فيها من ديناميكية وحياة وأحداث تقع في الملعب، وتسقط الأرقام أيضاً الأسباب الفنية، ففي تحليل شركة «أوبتا» جاء أن 4 من الفرص الـ 5 التي أُتيحت لتوتنهام في الشوط الثاني من هجمات مرتدة، ومنها هدفا بيدرو بورو وبرينان جونسون.. وفي التحليل الرقمي الكثير من الأرقام السلبية المتعلقة بهذا الموسم، وهو أمر متوقع فنياً ومعنوياً أن يندفع لاعبو السيتي في هجوم شرس، وربما غير منظم وعشوائي، لتعويض الخسارة بهدفين في الشوط الأول أمام توتنهام. وهذا الاندفاع يخلي مساحات ويضعف الفريق دفاعياً، خاصة إذا كان المنافس يملك سرعات، ويحسن تنظيم صفوفه حين يفقد الكرة، ويستخلصها سريعاً، ويجب هنا إضافة أربع هزائم سابقة وما تركته من تأثير سلبي على الفريق، ضاعف من الآثار الرقمية السلبية من مباراة إلى أخرى في المباريات الخمس.
وربط جوارديولا بين الهزائم الخمس وبين الحالة المزاجية والمعنوية للاعبين: «كرة القدم بها حالة مزاجية، فعندما تفوز كثيراً يمنحك هذا الوعي بأنك قادر على القيام بذلك في أي مباراة وفى أي لحظة، وعندما تخسر ثلاث مباريات متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز، فإن هذا الموقف وهذا الوعي يذهب». 
ولا شك في أن قوة أي فريق هجومياً تكمن في تعدد هدافيه، فلا يكفي أن يسجل هالاند 15 هدفاً في 16 مباراة، ولا يكون ضمن القدرات الهجومية عدد كبير من الهدافين، فأين فيل فودين، وسافيو، وسيلفا، وريكو لويس، وجوندجان، وحتى أكانجي وستونز وهما من المدافعين، لم تعد كرة القدم في المستويات العليا تكتفي بلاعب هداف، وإنما بمجموعة من الهدافين، ويمكن أن يصل عدد اللاعبين الذين سجلوا أهداف فريق إلى 19 لاعباً، ويتراوح الأمر بين لاعب يسجل 8 أهداف وبين لاعبين يسجل كل منهما هدفاً أو هدفين؟
**
لم يتعرض مانشستر سيتي للهزيمة في 5 مباريات على التوالي في السنوات الثماني الماضية، ولم يتعرض بيب جوادريولا لمثل تلك الهزائم في مشواره التدريبي، وهو مسؤول عن انتشال الفريق مما أصابه كما قال، وستكون المواجهة مع فينورد دليلاً له يضيء الطريق قبل مواجهة ليفربول؟