وجوه الكرام
الكَريم لغة الجامع لأنواع الخير والشرَف والفضائل، وقد كَرُمَ الرجل وغيره، بالضم، كَرَماً وكَرامة، فهو كَرِيم وكَرِيمةٌ وكِرْمةٌ ومَكْرَم ومَكْرَمة.
والكَريم اسم جامع لكل ما يُحْمَد، فالله عزّ وجلّ كريم حميد الفِعال ورب العرش الكريم العظيم.
والكَرَم نقيض اللُّؤْم يكون في الرجل بنفسه، وإن لم يكن له آباء، ويستعمل في الخيل والإبل والشجر وغيرها من الجواهر إذا عنوا العِتْق، وأَصله في الناس، وقال ابن الأعرابي: كَرَمُ الفرَس أن يَرِقَّ جلده ويَلِين شعره وتَطِيب رائحته.
قالت العرب: إكرام الأضياف من عادات الأشراف.
الضيف دليل الجنة. وفي الخبر: لا تتكلفوا للضيف فتبغضوه، ومن أبغض الضيف فقد أبغضه الله تعالى.
وقال شقيق البلخي: ليس شيءٌ أحب إلي من الضيف، لأن مؤونته على الله تعالى، ومحمدته لي.
وقال يحيى بن معاذ: لو كانت الدنيا لقمةً في يدي لوضعتها في فم ضيفي.
وقال إسحق الموصلي: الناس من الاحتفال في غلطٍ. المروءة تقديم ما حضر.
وفي كتاب المبهج: التكلف للصديق لا يحظر تقديم ما يحضر.
وإذا دعوت فلا تذر ... وإذا طرقت فما حضر
إنّ الحديث جانبٌ من القرى .... ولكنّما وجه الكريم خصيب
وقال عبيد الله بن عبدالله بن طاهر:
يا بنيّ اسمعوا فإن أباكم ... عاقه عائقٌ عن الأضياف
فاكفلوهم ولو بروح أبيكم ... أو بقطع الأعضاء والأطراف
وقالت العرب: إنّ الكريم لمعتفيه غريم
الكريم للقليل شاكرٌ، واللئيم للكثير كافرٌ.
من فضل المكارم اجتناب المحارم.
وحصر اللئيم إذا سئل، وحصر الكريم إذا سأل.
ما زالت أم الكرم نزوراً، وأم اللؤم ولوداً.
الكرم حسن الفطنة، واللؤم قبح التغافل.
إن المكارم في المكاره، والمغانم في المغارم.
الكريم المنكوب أجدى على الأحرار من اللئيم الموفور.
الكريم تنفع عنده الكلمة، واللئيم لا تنفع عنده الحرمة.
الكريم يظلم من فوقه، واللئيم يظلم من دونه.
ينبغي لصاحب الكريم أن يصبر عليه إذا جمعتهما قسوة الزمان؛ فليس ينتفع بالجوهرة الكريمة من لم ينتظر نفاقها.
إنّ الكريم ليخفي عنك عسرته ... حتى تراه غنيّاً وهو مجهودُ
وقيل:
آخِ الكرام إن استطعت إلى إخائهم سبيلا
واشربْ بكأسهم، وإن شربوا بها السَّمَّ الثميلا
وقال دعبل الخزاعي:
هناكمْ أنكمْ قومٌ كرامُ وأنَّ النومَ بينكمُ طعامُ
أتاكمْ زائرٌ فاجتمعوهُ فلمّا نامَ أشبعهُ المنامُ
وقال المتنبي:
أما في هَذه الدّنْيَا كَرِيمُ تَزُولُ بِهِ عنِ القَلبِ الهُمومُ
أمَا في هَذه الدّنْيَا مَكَانٌ يُسَرّ بأهْله الجارُ المُقيمُ
تَشَابَهَتِ البهَائِمُ وَالعِبِدّى علينَا وَالمَوَال وَالصّميمُ
وما أدري إذَا داءٌ حَديثٌ .. أصَابَ النّاسَ أمْ داءٌ قَديمُ!
Esmaiel.Hasan@alittihad.ae