قمة القمم
في الرياض، على أرض الجزيرة العربية، أرض الرسالات والأنبياء، أرض النبلاء والشرفاء، تعقد قمم الشراكة والتسامح الإنساني، ومن هذه الأرض، تطلق الصرخة المدوية الراسخة، لا للإرهاب، لا للذين يروجون الشعارات السوداء، لا للكذب والافتراء على الدين.
من الرياض، يقف العالم أجمع، وبصوت واحد، يقول: إن الإرهاب آفة، ومهمة الجميع مكافحته، ومواجهته بحزم وعزم، وبلا هوادة، لأن الديانات الثلاث جاءت من أجل رفع شأن الإنسان، وخلاصه من عفن الحقد والكراهية، وتحرير البشرية من براثن التخلف والتزلف والانهيار العقلي، وتهشم المشاعر، من الرياض، تشرق شمس الالتحام الإنساني، ومحاربة العدوانية والعبثية والعدمية، والفوضى والغش العقائدي، وتدهور الأفكار.
من الرياض، وبصراحة النجباء، سوف يقول العالم كلمته، متحداً ضد من يريدون أن يجعلوا من الشعوب طرائق قدداً، وأن يحولوا الأوطان إلى فتات وشتات، وبقايا حضارات زائلة وآفلة. وما يفل الحديد إلا الحديد، والذين مرقوا ومزقوا وأحرقوا، وسرقوا الأمن والاستقرار في العالم، لن يرتدعوا ولن يخضعوا إلا بوحدة العالم الحر، وصموده ضد هذا العدوان الغاشم، وأميركا تعلم قبل غيرها مدى خطورة إيران على المنطقة، وما سببته هذه الدولة من أذى لدول المنطقة، من تربية المنظمات الإرهابية ورعايتها ودعمها بالمال والسلاح، ووقوفها دوماً إلى جانب الباطل، الأمر الذي يضع الدولة العظمى في العالم أمام مسؤولياتها الحضارية والتاريخية، وكونها الشريك الاستراتيجي لدول الخليج العربي، فإنها جاءت إلى هنا، ممثلة برأس الدولة الأميركية، لتعلن شراكتها، ومسؤوليتها في الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، وردع كل من تسول له نفسه، سواء من الدول أو المنظمات، في تعكير صفو مياه الخليج العربي، لأنه المكان الذي يتنفس منه العالم، ولأنه النافذة التي تتلاقى فيها حدقات الشعوب، ولأنه البحر الصافي الذي تسبح فيه زعانف الحرية، ولأنه في التاريخ الراهن، المنطقة التي نمت فيها أعشاب الحياة وترعرعت أشجارها، وظللت العالم بالحب والتسامح، من دون تنظير أو تأطير. ولأنه في السياسة موجة بيضاء ناصعة من غير سوء.
Ali.AbuAlReesh@alIttihad.ae