على قدر حزني، تماماً كما هو حزن الإماراتيين، بإهدار «الأبيض» فرصة كانت تبدو سانحة لاقتناص النقاط الست من المواجهتين الأخيرتين أمام إيران وكوريا الشمالية، وبينما ترك «الأبيض» كل النقاط الممكنة بطهران، وهو يخسر من إيران، رغم ما كان متوفراً من رأسمال بشري، ولعب الحظ دوره في خروج «الأبيض» من مواجهة كوريا الشمالية منتصراً، ليساعده ذلك على تثبيت مركزه الثالث في المجموعة، ولو أن حلم التأهل المباشر ابتعد إلى حد ما..
على قدر حزننا لضياع «العلامة الكاملة» في «مجموع النزالين»، كانت المفاجأة كبيرة، ونحن نُبلغ بعد ثماني ساعات فقط، من نهاية مباراة كوريا الشمالية، بقرار اتحاد كرة القدم، الذي يقضي بإقالة فورية للمدرب البرتعالي بينتو، لا تقبل النقض ولا المجادلة، والحقيقة أن ما فاجأنا هو توقيت هذه الإقالة، ولو أن ملامحها ارتسمت مع ما شاب تدبير المباراتين معاً أمام إيران وكوريا الشمالية من رعونة وضحت هشاشة الفكر التكتيكي لبينتو، الذي توفّرت له مجموعة قوية من اللاعبين، أبداً لم يُحسن توظيفهم ولا استثمارهم، فما رأى الاتحاد حاجة لكي يهدر مزيداً من الوقت في انتظار ما بدا أنه لن يأتي أبداً، ولن يتحقق أبداً، أن تكون لبينتو القدرة الفكرية على أن ينقل «الأبيض» إلى مستويات متقدمة في الأداء الجماعي، ورُصدت له إمكانيات لو توفرت لمدرب غيره لفعل بها العجب العجاب.
هو نوع من الحدس الأقرب إلى اليقين، الذي جعل اتحاد الكرة يقتنع بما شاهد في الكواليس، وفي غرف الملابس وفي تشكيل المجموعة بلا إسقاطات عاطفية، ويقرر حفاظاً على بصيص الأمل المتبقي في القبض على تذكرة «المونديال»، أن يقيل بينتو ويمنح لغيره القيادة، لعله يحقق في الجولتين المتبقيتين ما يوصل «الأبيض» إلى كأس العالم من دون المرور من مسالك السدود المتعرجة والوعرة.
يستقبل منتخب الإمارات خلال يونيو المقبل أوزبكستان، والفوز عليه يعني تقليص الفارق إلى نقطة واحدة، لتكون الجولة العاشرة والأخيرة هي ما سيقرر مصير «الأبيض»، فإما أن يقترن فوزه هناك بقيرغيزستان، بتعادل أو فوز «العنابي» القطري على أوزبكستان، فتشرع أبواب كأس العالم للإمارات، لتسجل حضورها الثاني في المسابقة الكونية، وإما أن يحال الحلم على مسلك السدود الطويل والشاق، وتلك قصة أخرى، ستؤكد خاتمتها، ما إذا كان الاتحاد، وهو يسارع لتغيير الربان الفني، نجح في العثور على القائد الذي سيصلح ما أفسده بينتو.