شعرها وجواربها لمآرب أخرى!
الشعر نصف جمال المرأة... و هاجسها، ومحط إلهام الشعراء، يصفونه بالستائر الجميلة، ويشبهونه بشلالات المياه المتدفقة، وأحياناً بالأغصان وفروع الأشجار الوارفة حين تتدلى على صفحة النهر الوديع... بعيداً عن هذه الرومانسية اتضح أن للشعر مآرب أخرى أهم من تلك التي وصفها الشعراء ...
فقد بات لهذا الشعر الجميل دور في حماية البيئة من كارثة، حيث أعلنت مؤخراً شركة بريتش بتروليوم أن جهود مكافحة التسرب النفطي كلفتها مئات الملايين من الدولارات حتى الآن، فيما خرجت جمعية أميركية بفكرة جديدة لامتصاص النفط من مياه خليج المكسيك تعتمد على الجوارب النسائية المملوءة بالشعر.
جمعية «ماتر أوف تراست» التي أطلقت الفكرة طلبت من الحلاقين والمزينين في الولايات المتحدة كلها، من سان فرانسيسكو إلى شيكاغو مروراً بنيويورك، الاحتفاظ بالشعر الذي يقصونه وتسليمه لمتطوعين يقومون بتعبئته في جوارب نسائية.
وأوضحت دايزي سودوران، مديرة مركز تجميل في فندق فخم في نيو أورلينز، الفكرة في أن «الشعر يمتص بطبيعته المواد الدهنية، والنفط مادة دهنية لذا يعتبر الشعر حلاً مناسباً». وفي قاعة خصصها الفندق لها، تعمل دايزي مع متطوعين لملء الجوارب النسائية المستخدمة بخصل الشعر.
وتتابع حين تمتلئ الجوارب تصبح شبيهة بالنقانق العملاقة. وزن الواحدة منها 1,5 كيلوجرام. وتتابع دايزي «سيأتي الجيش لجمع الجوارب المليئة ووضعها في أقفاص صيد الكركند ثم ترمى الأقفاص على عمق 50 سنتيمتراً في الماء لامتصاص النفط». بعد ذلك «ستسحب الجوارب حين تمتلئ بالنفط وسيتم التخلص منها بطريقة غير مضرة بالبيئة».
وأفادت حسابات مؤسسة «ماتر أوف تراست» أن أقل من نصف كيلو جرام من الشعر قادر على امتصاص 4 ليترات من النفط، فيما ينصب يومياً في خليج المكسيك 800 ألف ليتر من النفط. ونظراً لهذه الكمية، لن يكون الشعر سوى نقطة في بحر. لكن هذا غير مهم بالنسبة لدايزي التي تعتبر أن المهم هو مساعدة «كل الذين يرتزقون من مجاري المياه في المنطقة»، علماً بأن دلتا الميسيسيبي توفر 40% من إنتاج الولايات المتحدة من ثمار البحر... أتساءل ماذا لو طلبت بريتش بتروليوم تضامن صالونات الحلاقة للرجال والسيدات في الصين مثلاً أو الهند هل تصل الى نتيجة؟ الجميل في هذه القضية أنها حظيت بدعم دور الحلاقة والتزيين التي اتصلت تؤكد دعمها وتقول «إن بعض المراهقين يقصون شعرهم الطويل للإسهام أيضاً». ما أجمل أن يتضامن المجتمع في الوقوف الجهات المعنية في الحد من الآثار السلبية للظواهر الطبيعية وتلك التي من صنع الإنسان كالحد من الحوادث المرورية باتباع تعليمات المرور، وكذلك الحرائق التي غالباً ما تتوافق مع الصيف بتوخي سبل الأمن والسلامة في المنازل ومواقع العمل... ودمتم سالمين
jameelrafee@admedia.ae