مع حلول شهر رمضان المبارك، الشهر الذي أنزل فيه القرآن، وكانت أول كلمة فيه «اقْرَأْ»، ومع حلول شهر مارس، شهر القراءة الوطني، كنا أمام مبادرة تعمق وتعزز هذا الفعل الحضاري، حيث أطلق مركز أبوظبي للغة العربية المرحلة الأولى من الحملة المجتمعية لدعم القراءة المستدامة للنصف الأول من العام 2025، بحضور كوكبة من رجال الثقافة والفكر والأدب والإعلام في الدولة.
تحمل الحملة، التي أُطلقت في أحد دور المنطقة الثقافية بالسعديات، متحف اللوفر، شعار «مجتمع المعرفة، معرفة المجتمع»، وهي كما أكد المركز تأتي في ضوء استراتيجيته الهادفة لدعم حضور اللغة العربية، وتكريس ثقافة القراءة في المجتمع.
وفي كلمته الافتتاحية لدى إطلاق الحملة، قال الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية: إن الحملة المجتمعية للقراءة المستدامة تعكس جهود المركز الهادفة إلى تعزيز حضور اللغة العربية بين أفراد المجتمع كافة، وترسيخ ثقافة القراءة ودمجها في نسيج الحياة اليومية لأفراده على اختلاف تصنيفاتهم العمرية والفكرية، مؤكداً استلهام المركز في هذه الحملة وفي مشاريعه إجمالاً «رؤية القيادة الحكيمة للغة العربية بوصفها هوية المجتمع، وللقراءة بوصفها الركيزة الأساسية للنهوض الفكري والمعرفي للمجتمعات». ولذلك جاء الحرص على بلورة باقة مختارة من مشاريع المركز وأنشطته تحت مظلة هذه المبادرة تزامناً مع إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تخصيص عام 2025 عاماً للمجتمع.
وتعكس رؤية الحملة أهمية القراءة كأداة فاعلة في ترجمة مبادئ «عام المجتمع»، وتهدف إلى إطلاق الإمكانات والمواهب لدى مختلف فئات المجتمع مع التركيز على الأجيال الجديدة، لتمكينهم من اللغة العربية بوصفها المكون الأصيل لهوية المجتمع المعبر عن تراثه وقيمه، وبما يعزز ممارسة القراءة لدى مختلف شرائح المجتمع على نحو مستدام.
وتتضمن الحملة، التي تتزامن مع شهر القراءة الوطني، وترتيبات إطلاق الدورة الجديدة من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، 1700 نشاط إبداعي، منها 250 فعالية ومبادرة رئيسة، تُنفذ بالتعاون مع 100 جهة حكومية وخاصة، وبمشاركة 100 مبدع، مستهدفة أكثر من 50 ألفاً من مواطني دولة الإمارات والمقيمين فيها، والمنتشرين في المدارس، والجامعات، والمؤسسات الحكومية، والأماكن العامة.
ومن أبرز أنشطة الحملة التي أُعلن عن تفاصيلها، 11 جلسة حوارية ينظمها نادي «كلمة للقراءة» بمشاركة 30 مبدعاً، وخمسة برامج تستضيفها منصات المركز الرقمية، موجهة للأجيال الجديدة.
جهود نوعية كبيرة لمركز أبوظبي للغة العربية، تحلق بنا عالياً نحو آفاق فسيحة من الثقافة والمعرفة عبر بوابة القراءة وصحبة خير جليس في الأنام.