للمستقبل أنامل لا يلمسها إلا عشاق الحياة، للمستقبل مناهل لا يراها إلا الملهمون.. هكذا هي دبي، تمشي فوق الماء، فتجعله شوارع للوصول إلى النجاح، هكذا هي دبي تحلق فوق الأفق فتجعله شهباً تضيء المكان، هكذا هي دبي، في العالم تبدو وردة على عتبة باب المستقبل، لا يشم رائحتها إلا أولئك الذين احترفوا تلوين الحياة بالتفاؤل، والذهاب إلى المستقبل بعيون مضاءة بالحب، وأفئدة مزدهرة بمصابيح الطموحات الكبيرة، والتطلعات واسعة الحدقات.
اليوم ودبي قد بلغت قامة أرفع من الجبال الشمّ، ومقامة تنيخ لها ركاب المجد، وتبوح لأجلها الجياد صهيل الذروة القصوى في لحظة ابتكار المستحيل، وتسجيل رقم جديد في منحى الحياة المبهر، هكذا هي دبي، في العالمين مبهرة، وهكذا هي فكرة ذكية من لدن قائد عرف النجاح صلاة وصلة بأضلاع الزمن الثلاثة، هكذا هي دبي تتسرّب في العالم مثل نبوءة في ضمير عشاق القصائد، مثل فلسفة مبتكرة، لم تصلها مخيلة قبلها، ولا بعدها.
ومن يتأمل هذه اللوحة، هذه الترنيمة على لسان الطير، هذه الدوزنة بين خيوط الآلة الرهيبة التي نسميها حركة المستحيل في تلافيف الخيال البشري، من يتأمل هذا السلسبيل في شجون الإمارة الذكية، يشعر بأنه يقرأ حروف الكلمة السر في انتصار الإنسان على تغضنات الحياة، وهزيمة المستحيلات تحت طائلة التصميم، والإصرار على أن تكون الحياة بيضاء ناصعة من غير سوء حتى في أقصى حالات الأوضاع العالمية، لأن القائد أراد ذلك، ولأن الشاعر فكّر في ذلك، ولأن الفارس عمل على إنشاء فريق عمل يلائم هذا المكان، والزمان.
ففي كل يوم، وكل لحظة، نرى الإبهار يتسلّل إلى أذهاننا، ويملأ عيوننا بالدهشة، يملؤنا بالفرحة لأن إماراتنا غير، وأن حكومتنا استثنائية، وأن حياتنا ذاهبة إلى المستحيل بإرادة أعظم صلابة من الصلب نفسه.
هكذا تمضي هذه الإمارات، وهي حبة مضاءة بالرونق ضمن سلسلة من سبع إمارات، تسير على النهج نفسه، وتقودها عاصمة الجمال، وترتاد معها سبل الحب، بأفئدة كأنها البساتين تحتفي بالعطر، كما تحتفل بسبر الأولين، كما تجتاج العوائق بعزيمة الصحراء، وإرث المؤسس الباني الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيّب الله ثراه».
ففي هذا الوطن، الدائرة تكبر، ومركزها يشع باسم رئيس المحبة والسلام، رئيس الوئام الانسجام، وهو يقلّد الناجحين قلائد الفوز، ويكللّهم أوسمة النجاح وتمضي سفينة الإمارات، تمضي للعلا موشومة بالفرح، مرسومة على صدر الوجود شامة، وعلامة، موسومة بالريق والرونق، وحسن الصفات، وطيب المنظر، فقط لأنها الإمارات، وهذه العاصمة تزدهر لرجالاتها، ودبي الفيحاء تذهب إلى حيث تذهب الشمس، في سماوات الأحلام الزاهية.