ظاهرة الغياب الجماهيري عن بعض مباريات أنديتنا في البطولات المختلفة أصبحت لافتة في الجولات السابقة، حتى في مباريات أندية المنطقة الواحدة وحتى القريبة، الأمر الذي أثار العديد من التساؤلات في وسائل التواصل الاجتماعي، وعبر القنوات الرسمية الإذاعية والتلفزيونية عن أسبابها وعوامل معالجتها من الأندية وروابط مشجعيها وكذلك من رابطة دوري المحترفين والاتحاد لمباريات المنتخب في المرحلة القادمة.
وللوقوف على أسباب هذه الظاهرة لابد من دراسة الأمر كي لا تكون ظاهرة في مسابقاتنا، وتضعنا أمام تحديات استضافة البطولات الإقليمية والقارية، وكذلك العالمية، فالجماهير تشكل رقماً في المنظومة الكروية، بما يسمى اللاعب رقم 12 لأهمية وجوده، ودوره الإيجابي طوال شوطي المباراة والبطولة بشكل عام.
كما لا بد من تعزيز ثقافة التشجيع لدى الجيل الحالي من الشباب الشغوفين بحب كرة القدم وأنديتهم من خلال تشجيع إدارات الأندية وتحفيزهم، وقبل ذلك تقدير دورهم الذي لا يقل عن أدوار غيرهم في المنظومة، وإيجاد آلية تشبع رغباتهم في مواصلة التشجيع وتقدير دورهم في المنظومة الكروية بإيجاد محفزات وفق أعمارهم وقرب قادة هذه الروابط من إدارات أنديتهم، وإشعارهم بأنهم جزء من المنظومة ودورهم مكمل للعمل، من خلال وجودهم خلف فرقهم مساندين لهم ولأجهزتهم الفنية، كما كان العمل في مرحلة البدايات، حيث كان رؤساؤها يمثلون إداراتها أو كانوا قريبين منها في كل مراحل العمل، وهناك أسماء لمعت مع أنديتها، وكانت قريبة من إداراتها، وكان لغيابهم تأثيرعلى النتائج في أحيان كثيرة.
ويبقى السؤال المهم، هل أدركت مجالس إدارات الأندية غيابهم أو تناقص أعدادهم في بعض المباريات؟، الأمر الذي أدى إلى تساؤل المعنيين عن أسبابها، ودراسة الظاهرة حتى لا تكون مدرجاتنا خاوية، ويعيد الاتحادان الدولي والقاري حساباتهما قبل النظر في طلبات استضافتنا للبطولات القادمة.
لذلك لا بد من دراسة الظاهرة، والوقوف على مسبباتها ومعالجتها قبل أن تكون سمة لدورينا، وتصبح ظاهرة فيما بعد. والمحفزات في ذلك كثيرة ولكل الفئات العمرية وعلى الأندية دراستها، وتقديم ما يعزز تلاحمهم مع أنديتهم وتحفز وقوفهم خلف منتخبهم في الاستحقاقات القادمة قبل أن يعاد تصنيفنا ضمن الدول الأقل جماهيرياً في رياضتنا الشعبية الأولى، خاصة وأننا مقبلون على استضافة كأس آسيا للمرة الثالثة في 2031 والأمل يحدونا في الاستضافة والتميز، كما في سابقتيها عامي 1996و 2019 إضافة لغيرهما من البطولات.