ما الذي تسبب في الاختفاء الفجائي لنادي العين من المشهد الحالي لدوري أبطال آسيا، حتى إنه جاء إلى النسخة الحالية ليدافع عن لقب أحرزه بسابق إبداع، فغادره من الدور الأول متذيلاً للمجموعة، ومن دون أن يحقق أي فوز؟
لا خلاف على أن الإقصاء في هذه المرحلة المتقدمة من التباري، يجد تفسيره الموضوعي في ضحالة الأداء التكتيكي، الجماعي والفردي على حد سواء، في رعونة تدبير مباريات بعينها، وفي عدم القدرة على مصادرة العجز المركب، الذي ظهر على العين في مبارياته الثماني، فلم يحصل منها سوى على نقطتين، وما كان في ذلك مظلوماً، إلا أن ما يصيب بالحيرة، هو أن ينتقل العين من فريق بطل إلى فريق سهل، من فريق يتألق ويتفوق على كبار القارة، إلى فريق لا يقدر حتى على إيجاد ظله المفقود.
ما كان العين متفرداً في هذا السفر «السوريالي» من النقيض إلى النقيض في مساحة زمنية صغيرة جداً، فقد شاهدنا من قبيل هذا أمثلة كثيرة في المشهد الغريب لكرة القدم، تتقوض، بل وتسقط فيها الصروح بشكل محزن، فرق تنزل بسرعة جنونية من القمة إلى السفح، فمباريات كرة القدم ما كانت أبداً تلعب على دفاتر الماضي، ولا تتهيب من معجزات الألقاب، إنها رياضة تؤمن بجاهزية الحاضر، وحتماً أخطأ العين في كثير مما كان يجب أن يُدخله النسخة الحالية لدوري أبطال آسيا، وهو متحصن بفكر تكتيكي قوي، وبترسانة بشرية متحدة في العزم والطموح للقبض على الأحلام، حتى تلك التي يُنظر على أنها صعبة التحقق.
وهذه الصورة المرتبكة من العين، رأيناها في دوري أبطال آسيا، ونراها أيضاً في دوري أدنوك، والعين يقف في صفه الثالث مبتعداً عن المتصدر شباب الأهلي بـ12 نقطة، وأهدر العديد من النقاط، فاقت المتوقع وحتى المألوف.
ويحتاج العين وقد غادر دوري الأبطال بكبرياء مجروح، لإرادة جماعية تستلهم من روح الأبطال للعام الماضي، لتعيد للفريق بنفسجه المفقود، وأنا لا أشك في قدرته على ذلك؛ لأنه يملك القاعدة، متمثلة في بنيان المؤسسة المرصوص.
من العين، تسلم الوصل مشعل الحلم والأمل، ليصبح الإمبراطور سفيراً وحيداً لكرة القدم الإماراتية في المحطة القادمة لدوري أبطال آسيا للنخبة، وبصرف النظر عن فوارق الإمكانات الفردية والجماعية التي ظهرت في مواجهة الوصل لكبيري الكرة السعودية، النصر ثم الهلال، وقد كان السقوط أمامهما بالرباعية والثنائية، فإن العبور لدور الستة عشر يجب أن يستحوذ كاملاً على أذهان لاعبي الوصل، فهذا زمانهم الذي سيقاس لا محالة بالصفحات التي سيكتبها في ملحمة الأبطال، وستكون الصفحة القادمة أمام السد، على أمل أن يكتبها الإمبراطور بالجهد والجد.