هل اقترب أحدٌ يوماً من المرأة الشاعرة، وقرأ نصها الأزلي حول الوجود والمعنى وكيف ترى مغزى الحياة؟ بالطبع لا. لكنني أبشرّكم بأني عثرت على مخطوطٍ قديم في المكان الذي تسكنه دائماً ولا يراها فيه أحد. وأقصد هنا قلبها العظيم. وأقصد هنا أيضاً المرأة في جميع تحولاتها كطفلةٍ وصبية وأمٍ وشجرة. كل ورقة في هذا المخطوط هي قصيدة كونية بحد ذاتها. ها هي تقولُ:
- أنا الشجرة أماً، أنا العشبةُ طفلةً، وأنا البرعم الذي إذا لاطفته الريح غنىّ. وأنا المفردُ، وأنا الجمعُ، وأنا اتحاد الضد بالضد وأنا اكتمالُ المثنّى.
- لا تضعوا في يدي الساعات لأنها في النهاية تصدأ. امنحوني حريّتي وسترون الزمن الحقيقي يبدأ.
- كنتُ في البداية فكرةً انشّقت من بذرة الضوء، لكني كبرتُ إلى حجم مجرّة. تدور من حولي كواكب الحب ومن ضحكاتي تشتعلُ المسرّة.
- روعة الحياة ليست في الركض واللهاث والتنطيط في الملذات. لا، إنها في السعي معاً للارتقاء ورفعة الذات.
- نعم حملت القلم لأكتب عن وجعي حين أرى الخطأ يُقال له: الصواب. وكم طال وجعي وفاضت الآهُ ممتدةً في ألف كتاب.
- بأصابع طريةٍ في الطفولة، حملتُ الريشة لأرسم أحلامي الصغيرة. ولا أدري كيف مزقها الحسادُ حين كبرتُ، ولماذا ظلت تطاردني أسهم الغيرة.
- ولدتُ كي أضفي على الدنيا مسحةً من حنان. لعل الحياة تصيرُ نعيماً خالصاً، وروضةً من جِنان.
- لستُ ملاكاً لأطير حرّة من فلكٍ مغلقٍ إلى فلكٍ وسيع. ولكن لي جناحين حين أفردهما، تستيقظُ الفراشة ويولدُ الربيع.
- لغتي هي التأمل، صوتي تنفّس الكلمات وخروجها من أسر معناها. وصرختي إذا اكتملت، الصرخة التي كل لسانٍ تمنّاها.
- يا حبيبي.. لا تُهدني الوردة بيدٍ مجروحة وقلب كسير. ضع يدك في يدي، ولنترك الدرب يأخذنا إلى أحلى مصير.
- يؤنّثُ المكانُ بي، ويؤثث.
- نعم لديّ أسئلة بحجم موج البحر ليس لها إجابة. نعم لديّ مليون صرخة في الريح لا ألقى لها أي استجابة.
- قد آتي إليك إن دعوتني ولكن ليس بصيغة الأمر. وإن كنت أكثر لطفاً، آتيك مشياً على الجمر.
- أنا في القصيدة نهرها السريّ أو دمها الخفيّ الذي لا يُرى. عشبة القاعِ أنا للنازلين، وللصاعدين زهرة الذرى.
- أكحّل المعنى، أعطّرُ الكلمات، وأضيء المساء بجيشٍ من الشموع. لا تبتعد، كي لا أراك غريقاً في الدموع.