بعيداً عن نتائج مباريات «خليجي 26» المقامة في الكويت حالياً، والحديث عن تحديد البطل المنتظر، هناك جوانب مهمة لافتة للأنظار كانت موجودة في سابقاتها، إلا أن البطولة الحالية التي تستضيفها دولة الكويت بمشاركة المنتخبات الثمانية تتميز بزخمها الإعلامي، وتفاعلها الجماهيري في مدرجات ملعبي البطولة وخارجهما، وفي الأماكن العامة ذات الطابع الجماهيري والشعبي، والأسواق والساحات العامة، وهذا الزحم لم يكن مألوفاً في الدورات السابقة.
آلاف الجماهير تجوب الميادين والساحات تتغنى بحُبِّ الكويت والبطولة بعيدة عن حساسية النتائج، رافعة علم بلادها وعلم الدولة المستضيفة بروح رياضية عالية، كما في المدرجات، وخلال المباريات، ولسان حالها يقول: نحن هنا في حُبِّ الكويت وشعبها، ونجاح البطولة من بداياتها الأولى، والتي منها انطلقنا إلى العالمية ببلوغ كأس العالم ولمرات متتالية، كما أن للدورة فضلها على تطوّر كرتنا الخليجية، ومنشآتنا الرياضية.
أما الجانب الإعلامي فحدِّث ولا حرج.. فقنواتنا الرياضية خلعت ثوب التغطية التقليدية المعتادة في نقل المباريات وتحليل مجرياتها، وذهبت إلى أكثر من كونها بطولة كروية معتادة تنتهي بانتهاء منافساتها، والاحتفاء ببطلها المتوج وإنما ذهبت إلى أكثر من ذلك في استعراض تاريخ انطلاقتها باستقطاب نخبة من الذين شاركوا فيها منذ انطلاقتها من الإداريين واللاعبين والمدربين، كلٌّ تحدث عن تاريخ مشاركة منتخب بلده، واستقطاب نجومها ومشاهيرها من الأجهزة الإدارية والفنية، كل يسترجع ذكريات مشاركاته في مجاله، وحفزت الجيل الحالي من مختلف القطاعات للمحافظة عليها، والنأي بها من المنافسات التقليدية إلى الاحتفالية بإقامتها واستمرارها لتبقى إرثاً رياضياً لأبناء المنطقة.
كل وسائلنا الإعلامية المختلفة أولت اهتماماً خاصاً وغير معهود، في ظل تطور وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي إلا أن قنوات أبوظبي الرياضية انتهجت نهجاً مختلفاً عما هو مألوف في هذه البطولة بنقلها التلفزيوني غير المعتاد بفريق العمل الإعلامي والإداري والفني، والعشرات من فنييها وإدارييها لإنجاح الحدث، وكما تحدث ممثل اللجنة المنظمة بأن عدد المشاركين في التغطية التلفزيونية تجاوز الـ 200 شخص، وبعدد من الكاميرات تغطي كل أرجاء الملعب، وحتى في الزوايا والكواليس، لتكون القناة مميزة في نقلها لكل شاردة وواردة في البطولة، خاصة في الساحات والمدرجات، وكل صغيرة تضيف للمشاهد جمالية اللقاء، وجماهيرية البطولة؛ لتقدم عملاً إعلامياً مميزاً وغير معتاد عليه.
فلهم جميعاً، وللجنة المنظمة، والاتحاد الكويتي لكرة القدم كل الشكر والتقدير.