الإمارات تتبوأ منازل الفرص، وتمسك بزمام المستقبل عبر تهيئة نوافذ التطلعات لشباب واعد ثري بالطموحات، غني بالمواهب، جدير بالاهتمام، عنوانه على جبينه، وحروفه من ذهب الإيمان بأن الحياة كفاح، وأن المستقبل رهن الذين يؤمنون بأن الأزهار لا تنبت إلا عند عتبات المنازل المترعة بجداول الهم الإنساني.
هناك في الأفق 200 مليون فرصة تنتظر القطاف، وتتهيأ لإبراز هويتها للذين يحلمون، والذين لا يعترفون باليأس، والذين يضعون على جباههم راية التألق، والذين يكتبون على سبورة الأمنيات عبارة «نحن هنا» ومن هذه النافذة يعبرون، ومن هذه السنبلة يشعلون شعلة الأمل، ومن هذه الرؤية ينظرون إلى الحياة بأنها المكان الحقيقي لمواجهة الزجاجات المتناثرة، إثر تحطم كؤوس الفرح على شفاه الذين قالوا «لا أمل»، ودبي رفعت إشارة البدء، وقالت للذين يمشون على الجمرات لإطفاء حرائق الماضي، وكسب الوقت بأقصى سرعة للوصول؛ ولأن في التقدم يحدث الكمال، ولأن في الأمل تتفتح أزاهير المستقبل، ولأن من الخطوة الأولى تبدأ رحلة الألف ميل، ولأن من انفتاح الذات على الحياة، تتفتح أزاهير النجاح، وتنجلي غمامة التقاعس، وتتلاشى ضبابية الأيام وتختفي العتمة، ويظهر الصباح مشرقاً، متألقاً، متناسقاً، باسقاً، رشيقاً، أنيقاً، لبقاً.
من دبي تبدع النجوم في الشعشعة، ومن دبي تبلغ السحابات منزلة العطاء، ومن دبي يرفع النبوغ نشيد الفرح، وتتداول الأقمار إنارة الطريق إلى المجد.
هكذا كانت رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وهكذا ترعرعت الفكرة لتصبح اليوم حديقة غناء، أشجارها تتماهى والسماء، وأزهارها تمنح الحياة عبقاً، يشيع النماء في النفوس، فتصبح الحياة، أغنية يرددها الطير على الأغصان، وتنشدها الموجة وهي ترقص على شرشف الخليج العربي.
الشباب العربي يملك من التاريخ ما يجعله فكرة تتطور لتصبح جملة شعرية على وريقات الورد، والشباب العربي مارد، يستطيع أن يكسر حدة الصخور الكأداء عندما يمنح الفرص، وهذا ما يحدث اليوم تحت رعاية قيادة إماراتية، تقوم بدور المحرض على تحريك رحى المواهب، وتعمل على تحريك العجلة والتي ربما عرقلتها ظروف، ولكنها لم تزل قادرة على تجاوز الحفر السوداء، مواهب شابة قادرة على إعادة النظر في الأفكار التقليدية البائسة، وتخطي تاريخ معجمي مثقل بالبؤس، والوصول إلى فضاءات الإبداع في مختلف المجالات، وهكذا يستعيد التاريخ دورته، وهكذا يبدأ التاريخ في كتابة ملاحمه من جديد، ويسرد للعالم قصة البدء، وحكاية النشوء والارتقاء الذي قالها داروين، فالبقاء لا يكون عبثياً، وإنما هو سلسلة قدرات في الجوهر، وجوهر الشباب العربي، إنه ينتمي لأمة أعطت، وفتحت آفاق العطاء، من صندوق حضارة دامت، وازدهرت، وأثمرت عطاءات لا تعد ولا تحصى في ميادين مختلفة.
فقط كل ما يحتاج إليه شبابنا العربي هو النافذة التي تجعل الهواء نقياً، وهذه دبي، تقدم هذه الفرصة، وتفتح المجال لكل ذي طموح، وإمكانية في الإبداع.