مرعبة الكهوف، لا يسكنها غير الخوف والفزع، فقط عند بعضهم المختلف في تفكيره أو ظروفه يرى لها دوراً في الحماية، أو الفرار من شيء يهدد الحياة. حالات صغيرة وظروف فريدة، جعلت من الكهوف يوماً باباً للسلام والنجاة من قسوة الحياة أو قسوة البيئة. الكهوف عادة مساكن للضباع والزواحف والثعالب والضواري. لكن أولئك الذين استغلوا الكهوف أو الأنفاق أو الخنادق والحفر المظلمة لتعذيب بعض الناس، كأنهم اتخذوا من الضباع والذئاب قدوة. فقط في حالات خاصة، كانت الأنفاق أبواباً لاختصار المسافات وتقصير الزمن، وربما المساعدة في صنع مظاهر جديدة للحياة في المدن أو البحار أو الأنهار والجبال. النفق مسار يحتاج لأدوات مساعدة حتى يؤدي مهمته ويقدم خدمات جليلة ويصنع طريق الأمان والسلام. دائماً ما يحتاج للنور أو ضوء الشمس والهواء، بغير هذه المساعدة المهمة لن يكون ذا أهمية، بل قد تصبح الحياة والمسار فيه طريقاً للهلاك. الأنفاق صنعت ظروفاً وحياة جديدة في بعض الأقطار والمدن، ولكن الأشرار من البشر وبعض العقول الشريرة صنعت ونفذت الأنفاق والخنادق والكهوف لقهر الأبرياء. مفزع دور النفق والخندق والكهف في يد مجردة من الإنسانية، إنها إحدى أدوات القهر والشر والتعذيب. يحدث هذا في القرن الحادي والعشرين، على الرغم من التقدم البشري والحضارة الجميلة، وزوال الجهل وانتشار العلم والمعرفة، لكن يقال إن الذهنية الشريرة لا تهمها كل هذه المعارف والتقدم والحضارة أو الثقافة.
أجمل مثال لحياة الكهوف التي مرت بسلام، ثم عادت الحياة إلى طبيعتها بعد زمن ونوم طويل مر من دون شعور بالوقت أو الخوف أو التعب، هي قصة أهل الكهف، وكيف دارت الحياة وهم لا يشعرون، وعندما عادوا إلى الواقع والزمن الجديد، لم يتذكروا أن هذا الزمن الطويل مر وهم في سبات عميق ونوم هادئ، حتى أن كلبهم باسط ذراعيه ولم ينهض أو يشعر بالزمن، وحده ذلك الكهف كان نفقاً وكهف سلام وأمن. كذلك هناك حكايات صغيرة في حياة البشر كانت الكهوف فيها طوق نجاة وأمن وسلام. أما أنفاق وكهوف الشر والتعذيب، فهي أنفاق وكهوف وخنادق للقتل والتنكيل، لكن على الرغم من كل شيء.. الزمن يدور ويصنع الجديد المفرح، حيث تشرق الشمس كل صباح.