في احتفالية بهية قشيبة، احتفلت جائزة البردة، مساء أمس الأول، بتكريم الفائزين في دورتها الثامنة عشرة بفروعها المختلفة، ممزوجة بالشكر والامتنان والتقدير لراعي الجائزة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، لجهوده التي أينعت ببلوغ الجائزة مبلغاً رفيعاً في سماء تقدير الإبداع والمبدعين في عالم الفنون الإسلامية، وإبراز مكنوناتها ودررها، وفي مقدمتها التسابق لمدح المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
كرم الفائزين معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة، خلال الاحتفالية التي أقيمت في رحاب متحف اللوفر، إحدى الأيقونات البارزة في المنطقة الثقافية من عاصمتنا الحبيبة أبوظبي.
تزامنت الاحتفالية مع احتفال الجائزة بمرور عقدين على تأسيسها، وقد أُطلق عليها «النور»، حيث قالت إن الدورة «تستمد إلهامها من الآية الكريمة: (قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين)، والتي تجسد بعثة المتمم لمكارم الأخلاق، النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مؤكدة أنه «من خلال القوة الإرشادية للنور، يعلمنا نبي الأمة كيفية السير في طريق الحق والمساهمة في نشر الخير في العالم، وأن النور المتجسد في رسالته صلى الله عليه وسلم هو النموذج المثالي الذي يستمد منه الناس معاني الهداية والحق والخير».
حملت الاحتفالية التي حلت المملكة المغربية الشقيقة ضيف شرف على دورتها تنوعاً فنياً يصب في المعاني السامية لنور الرسالة المحمدية، كما يمثل التنوع الذي تحمله الإمارات من إرث وتراث ثقافي، وانفتاح على ثقافات وحضارات العالم.
استهلت فقرات عروض الاحتفالية بلوحة حملت عنوان «نور الوحي»، تُعبر عن لحظة الوحي الإلهي وبداية بعثة نبي الأمة، باعتبارها تمثل نور الحقيقة الإلهية الذي تجلى لأول مرة للنبي عليه الصلاة والسلام في غار حراء، معلناً فجر عصر جديد للبشرية. وقدمت هذه اللوحة فرقة المالد الإماراتية، هذا الفن الإماراتي الأصيل الذي يجمع بين الترانيم الدينية والشعر للاحتفال بحياة وفضائل النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
كما قدمت الفرقة مع أخرى مغربية لوحة مشتركة بعنوان «نور الرحمة» عن معاني وصور الرحمة في أقوال وأفعال نبي الأمة، الذي كانت الرحمة أساس رسالته، واستلهاماً من معاملته عليه أفضل الصلاة والسلام مع البشر والحيوانات والبيئة. ويعد «المولد المغربي» احتفالاً روحانياً وثقافياً ذا أهمية كبيرة في مجتمع المملكة المغربية الشقيقة، التي تعد فرق «الأمداح» جزءاً من موروثها الثقافي الأصيل.
لوحات زاهية من نور وضياء المناسبة الجليلة أبهرت الحضور، واستحقت ثناءه وإعجابه وحرصه على شكر المنظمين والمشاركين على هذا المستوى الرفيع الذي ظهر به حفل جائزة البردة.