مدينة يونيفرسال العالمية لصناعة الأفلام في لوس أنجلوس بهوليوود، هي مدينة من صنع التاريخ والشهرة، تشع شمسها مشرقة على أشجار نخيلها بمدارات بواباتها وسجادات حمراء تمضي عليها أفواج من البشر، يتدفقون في مسارات، أتوا رحلاً ومقيمين على وعد أن يحضروا مشاهد من صناعة سينمائية تفتح شهيتهم الثقافية على كيفية صناعة الأفلام في هذه الاستوديوهات العالمية، هي ليست أمكنة بل مبانٍ من طبقات شاهقة، وشاشات عريضة، ومحتويات لكل الفئات العمرية.
تحفة تطل على جبال سانتا مونيكا، فمن هنا مر نجوم هوليوود العالميون وكتابها، من هنا نسجوا كتاباتهم السينمائية وشاهد العالم أعمالهم. فمن كوخ طيني صغير محاط بشجر الصبار بدأت قصة ظهور هوليوود عام 1853، نستوحي منها رحلة لم تكن شيئاً من النسيان، تطلعك على ما هو مبهر، أماكن محاطة بالتحف، وعروض سينمائية جاذبة للصغار والكبار، معالم جميلة تمتلئ بأفواج بشرية قلما تراها في مسارات الحياة.
تصل إلى جوهر الرحلة بطواف من عربات متلاصقة تحمل هذه الأفواج بهدوء، تستعد لها بما ينتظر ويعجل الشغف، تبدأ بقرى صغيرة بمحلاتها وطرقها وسياراتها، مشاهد حية كانت تسجل فيها الأفلام على مختلف معالم طبيعتها، ترى مدناً قديمة مستوحاة من عدد من أفلام الكاوبوي، ومعالم ومحطات بترولية قديمة، ومجسمات ومسميات تفضي بالذاكرة إلى أفلام السبعينيات والثمانينيات.
وليس مستغرباً أن يزج بك في المشاركة بأفلام المغامرات السينمائية، وترى نفسك جالساً بالعربة تطير عالياً وتحلق وأنت أحد المتسابقين، لك دور سائق سيارة محترف تسابق سيارات رياضية، وما أن تنتهي من هذا الدور حتى تبدأ دوراً آخر تمثل في مغارة مظلمة، وتفاجَأ بحيوانات مفترسة تقترب منك، تأخذك التجربة المثيرة إلى تذكر أفلام شاهدتها من قبل وحان التعايش الحقيقي في عالمها.
في مشاهد أخرى ترى استبشاراً بالمطر والسحب الداكنة ورذاذاً يلمس وجوهنا، وتشتد الرياح، وطوفان يغمر المدينة، يحيلها إلى دمار، عالم من الفنتازيا يقترب منك اقتراباً حقيقياً ومثيراً لا يمكن ترجمته إلا بهذه الرحلة فائقة المتعة، كنا منتشين بالخيالات من حولنا ننتظر ألا تنتهي الرحلة من جراء المشاهدات، وهي في طورها الآخذ بالفعل على كسر هذه المشاهدات لتبدأ بنهاية رحلة فعلية لسينما ومشارفها البعد الثلاثي لها.
زيارة المدينة لا تنتهي عند حد بينما تطارد القرية الزائر أينما كان، مقترنة بالأسواق والمحال، قرية حقيقية هوليوودية لا تكتفي باستحضار ماضيها في عقلية الزائر بل تلامس حياته اليومية.