عنون المعرض بعنوان «الصحافة العربية رحلة في سطور التاريخ»، إنه شيء من بهجة الحياة وخيالها أن نرى هذا التزامن الممتد منذ بدايات الصحافة العربية وتاريخها في جذوة الزمن الذي يشعل الحياة من جديد، تحضر الصحافة في هذا المعرض بشغف الحرفة والرؤى الممتزجة بماضيها وجماليتها وتشظيها في لحظات مؤثرة، رحلة تفصح عن المعاني الجميلة التي تجسدت في افتتاح المعرض، يتقدم حضور النخبة من كتاب وأدباء معالي الأديب محمد المر شارحاً للحضور باستفاضة معرفية، ملماً بتفاصيل الصحافة القيمة وعراقتها، ومن ذاكرة تحط على عتبات ألق الصحافة وأزمنتها وسحرها وقيمها وقيمتها.
احتضنت مكتبة محمد بن راشد المعرض بحضور أصحاب الشأن الثقافي، فكان البدء اقتطافاً من أخبار صحفية لصحف الإمارات في مسيرة ما قبل الاتحاد وبعده، مسيرة رائدة وحافلة تتجلى في براويز بأحجام كبيرة، وكأننا أمام هالة من العناوين مما سحر الناظرين بطريقة العرض المشهودة.
من تاريخ صحافة الإمارات إلى تاريخ صحافة العالم العربي، بانوراما ساحرة أدهشت الحضور بزمنها وبأحداثها التاريخية المؤثرة، أبرزها المعرض، على اختلاف تصاويرها وسماتها ووقعها وواقعتها المتجذرة وريادتها، جمع المعرض كل جزئياتها وبريقها وأعدادها وصوراً عنها ما جسد للحضور العمل الجاد والجهود التي بذلت. وما شهده المعرض لم يقتصر على صحافة عربية تكمن في وطنها، بل امتدت الرحلة لاقتفاء أثر الصحافة العربية المهاجرة ما بين دول أوروبا وقارات أميركا في شرقها وغربها ولاتينية، أينما حلت الصحافة بنماذجها الأدبية وسماتها المجتمعية بريادتها وفترة تجلي الصحافة المؤثرة.
تكمن أهمية المعرض في أنه أعطى إطلالة توثيقية وإشراقة مهمة على السجل التراثي الثقافي العربي على مر التاريخ والعصور، فحضرت الصحف العربية بقامتها وروادها وسمعتها، حضرت مروياتها وبمجلات متخصصة بالمرأة والشباب والأطفال والكشافة، بنسيجها حسب تشكلها وأشكالها، عمد المعرض إلى الاحتفاء بالصحافة وباهتمام متزن بتفاصيل مبلورة حقيقية قبل أن تتوارى آثارها، فما أورده المعرض من صناعة تاريخ الصحافة كان محل إشادة من الحضور المتشوق لهذه الموسوعة المعرفية الناضجة والمطلة من نوافذ متعددة، ومن حقب بعيدة لتمثل أمام حاضر الصحافة.
معرض الصحافة العربية رحلة في سطور التاريخ، تميز حقيقي لمكتبة محمد بن راشد، ونافذة على هذا العالم الصحفي عبر تاريخ ممتد يعكس تطور الحياة ونهضتها العربية، وإثبات حقيقي على صدق الكلمة الصحافية وتجليها وانطلاقاتها من مهدها الثقافي وبيانها وألقها المتجلي عبر أجيال تشكلت، ويبقى أثرها الصحافي ماثلاً عبر الزمن يجاري الحياة بفكر متجدد.