في تصريحات لصحيفة «سكاي سبورت»، قال يورجن كلوب مدرب ليفربول السابق، إن محمد صلاح كان يستحق جائزة أفضل لاعب في العالم لعام 2018، فقد سجل في الموسم 50 هدفاً، وتوج بلقب هداف «البريميرليج» برصيد 33 هدفاً، والواقع أنه تعرض للظلم مرتين في سباق تلك الجائزة، الذي تتدخل فيه شركات الرعاية وقوة الأندية وارتباطها بتلك الشركات، بجانب عنصرية ما، موجودة عند الاختيار.
معايير جائزة الكرة الذهبية المعلنة معروفة، وتبدأ بالمهارة الفردية ثم تأثير اللاعب مع فريقه، والبطولات التي حققها الفريق، والروح الرياضية واللعب النظيف، وعندما منحت جائزة هذا العام إلى الإسباني رودري نجم المنتخب وفريق مانشستر سيتي ثار الجدل بين الخبراء وبين الجماهير، لاسيما محبي ريال مدريد، لاسيما في العالم العربي، خاصة مع مقاطعة النادي الملكي للاحتفال، نتيجة ما أشيع عن فوز البرازيلي فينسيوس جونيور، ثم تسريب خبر فوز رودري، يوم إعلان اسم الفائز على مسرح شاتليه بالعاصمة الفرنسية باريس.
أشرت من قبل إلى أن وضع البطولات ضمن معايير الاختيار غير مقنع مبدئياً، لأن الفريق هو الذي ينتصر وليس الفرد، دون إنكار دور موهبة اللاعب وإبداعه وتأثيره في انتصار الفريق، والإبداع له أشكال وأنواع عدة في تلك اللعبة الجماعية.. هناك إبداع فينسيوس جونيور، وميسي، ورونالدو وصلاح، وهو هذا الإبداع الذي يتجلى في السيطرة على الكرة والمراوغة بها والمرور بها، أو تمريرها بشكل ساحر غير متوقع، وهناك إبداع القيادة والدور المحوري، وتحديد اتجاهات لعب الفريق، ولا شك في أن رودري هو أحسن لاعب وسط في العالم، كما قال عنه جوارديولا، وأرقامه مع السيتي، ومع منتخب إسبانيا الموسم الماضي تشهد له بالقيادة والبراعة والجهد الخلاق.
«الجارديان» البريطانية قالت، إن اختيار رودري أنصف هؤلاء النجوم القادة في فرقهم، وأنصف لاعبي الوسط، وقالت: «في يوم درامي هيمنت عليه الانتقادات والاتهامات بالظلم، كان تتويج رودري بهذه الجائزة المرموقة بمثابة عمل من أعمال العدالة، ليس لرودري فقط، وإنما لفكرة الجماعية التي يجسدها فرد».
في كأس العالم 2002 بكوريا واليابان، نشرت وكالة «رويترز»، تقريراً عن المواصفات النموذجية للاعبي فريق كرة القدم، وأشارت إلى أن لاعبي الوسط الأهم في الفريق، فهم يقطعون مسافات كبيرة، ومسؤولون عن ربط الفريق وخطوطه، وهم من مصادر الخطر في الهجوم، وتجدهم في خط الدفاع الأول عن مرمى الفريق، وكانت تلك دراسة نشرت قبل 22 عاماً، وأكدت أهمية لاعبي الوسط منذ أطلق مدرب فرنسا ميشيل هيدالجو عام 1984 تصريحه الفريد: «خط الوسط صرخة كرة القدم الجديدة»!
فاز مودريتش بجائزة أحسن لاعب عام 2018، وكان يستحقها لدوره مع الريال ومع كرواتيا، ولم يفز بها جريزمان نجم أتلتيكو وهو الفائز بثلاث بطولات وقتها مع منتخب فرنسا وفريقه الإسباني، وهنا هزم إبداع مودريتش ألقاب جريزمان، ومنحت جائزة أحسن لاعب في مونديال 2014 بالبرازيل وهو لم يكن يستحقها، وانتزع ميسي جائزة 2021 بإبداعه الذي ينتزع الآهات من كل أرقام البولندي روبرت ليفاندوفسكي.
** صحيح أن هناك 100 صحفي في العالم يختارون الأفضل في جائزة الكرة الذهبية، لكن المعايير بها وجهات نظر، والقرار كما يبدو تحكمه أحياناً وجهات نظر.. إنها جائزة تركلها وجهات نظر!