تأهل كبيرا الكرة المصرية إلى نهائي بطولة السوبر المصري رقم 22 الخميس المقبل، وهي النهاية التي كانت متوقعة، ولكنها النهاية التي لا تعبر عن سير مباراتي نصف النهائي، فقد كان بيراميدز أفضل من الزمالك، لكنه خسر بركلات الترجيح، وكان سيراميكا أفضل من الأهلي، لكنه خسر بخبرة الفريق الأحمر الذي تحسن مستواه نسبياً في الشوط الثاني على الرغم من لوغاريتمات التشكيل. بمعايير مستوى الأداء الإجمالي في 90 دقيقة، تصدر سيراميكا الفرق الأربعة، وتلاه بيراميدز ثم الأهلي الثالث ثم الزمالك الرابع، وبمعايير مخرج الفيلم الذي يسعى إلى تقديم النهاية الأفضل، فمواجهة قطبي الكرة المصرية في المباراة النهائية تمثل المشهد الختامي السعيد، لكنه لا يمثل عدالة كرة القدم التي خذلت بيراميدز وسيراميكا، من دون أن نعفي الفريقين من نقص الخبرة وعدم القدرة على استغلال الحالة المتواضعة التي ظهر بها الزمالك والأهلي.
خطوط بيراميدز الثلاثة هزمت خطوط الزمالك الثلاثة، لاسيما خط الوسط الذي شهد تفوق مهند لاشين وبلاتي توريه ورمضان صبحي على زياد كمال، وناصر ماهر، وعبدالله السعيد، ومعروف أن خط الوسط هو قلب وعقل أي فريق، فهو الذي يحدد اتجاهات اللعب والهجوم، وهو الذي يبدأ عمليات الدفاع واستخلاص الكرة.
الأهلي من جهته تقدم على سيراميكا بأسرع هدف في تاريخ البطولة أحرزه طاهر محمد طاهر بعد 11 ثانية من ضربة البداية، وقبل أن ينظم سيراميكا خطوطه. ولم يكن الهدف من جملة تكتيكية أو تنظيم هجومي، وإنما بخطأ حارس نسي أنه الحارس، ويمكنه أن يستخدم اليد في منطقة الجزاء. ولم يتحرك الأهلي مستفيداً بالهدف الصدمة، بل تحرك سيراميكا وصال وجال في ملعب الأهلي بتحركات القندوسي وبلحاج ومحمود زلاكة وإسلام عيسى وفخري لاكاي. وفي الشوط الثاني تذكر الأهلي أنه الأهلي، ولعب قليلاً، لكن أبناء أيمن الرمادي قدموا أحد أفضل عروضهم الفنية.
في المقابل تعالت الانتقادات لمدرب الأهلي السويسري مارسيل كولر، الذي اخترع تكويناً غريباً للفريق. فلعب إمام عاشور في الجناح الأيسر مما أفقد الوسط دوراً هجومياً مهماً لعاشور، ولعب بكريم نيدفيد وأفشة في خط الوسط مع أكرم توفيق، وبطاهر محمد طاهر كرأس حربة. ومعلوم أن خطأ واحداً في التشكيل من أي مدرب قد يكون خطأ المباراة، فماذا يحدث حين يكون في التشكيل أربعة أخطاء على الأقل؟ هل كان كولر يركز على مواجهة الزمالك في المباراة النهائية؟ وهل كان يضمن تجاوز سيراميكا كي يقابل الزمالك فيما بعد؟ ومتى يلعب يوسف أيمن؟ وأين الشحات ورضا سليم؟ وأين كهربا بغض النظر عن صرامة العقاب الذي ناله من المدير الرياضي محمد رمضان؟
** المباراة النهائية ستكون صداماً عصبياً بين الأهلي والزمالك، وأرجو أن أكون على خطأ وأن يلعب الفريقان كرة قدم ويقدما عرضاً فنياً ممتعاً فوق خشبة المسرح.