لا يستطيع العقل أن يطلق أجنحة إبداعه، إلا إذا خرج من قفص الكبت، وتحرر من شيطان القنوط، وتخلص من براثن الإحساس بالعجز.
هذا ما يفعله صندوق الوطن، وهذا ما يكرِّسه، وهذا ما يحرسه، وهذا ما يسهر على غرسه في ضمير الطالب المدرسي والجامعي، وهذا ما يفكر فيه القائمون على صندوق الوطن برعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، رئيس مجلس إدارة صندوق الوطن.
 اليوم في الإمارات بلغت العقول الذكية ذروتها، وعانقت السماء متكاتفة مع النجوم، متضامنة مع الأقمار في إضاءة العالم، وبث روح التفاؤل في ضمير الناس جميعاً، وجعل الإمارات دوماً عند هامة الغيمة الممطرة.
صندوق الوطن، وبرعاية من أهل الطموحات العالية، استطاع أن يرسم صورة زاهية على تضاريس الإمارات، بما يبذله من جهود في ترسيخ آيات النبوغ، وصور الطموحات الكبيرة، إيماناً وتثبيتاً لقناعات القيادة الحكيمة، بأن الإنسان هو الأول، في رؤية حكومة الإبداعات الإنسان هو جذر الشجرة، وهو غصنها، وهو فرعها، وأصلها، الأمر الذي يجعل من صندوق الوطن الركيزة المهمة في بناء الجسور بين الإنسان -ونخص هنا الطالب المدرسي والجامعي- وبين الوطن كونه الحضن، والحصن، والسكن، والشجن، وهو الغاية في حضرة العقل، لبناء حضارة تتفرد بقيم صحرائنا، وإرث باني نهضتنا، وأهداف حكومتنا الرشيدة.
 إطلاق «مبتكر الذكاء الاصطناعي» و«كأس التخيل والإبداع» هو انطلاقة حقيقية لأجنحة العقل، وهو مد العيون للمدى كي تكحل الجفون بإثمد البراعة، وتغسل النظرات بكحل البلاغة.
 انطلاقة تجسد معنا الوعي وقوته في بلد زايد الخير، وتؤكد أن الإمارات تقود المرحلة بعقلية أشف من السحابة، وأرق من الكفوف البيض، انطلاقة تثبت أن الإمارات ذاهبة إلى المستقبل بفرادة المعطى، واستثنائية المنجز، وعبقرية الأداء، وحصافة التناول.
انطلاقة تؤكد جاهزية الإمارات لمقابلة الغد بمحفظة وافرة الأفكار، ثرية المشاعر، غنية الأدوات، كل ذلك يحدث في بلد استطاع أن يعبر مضائق الحياة، بجدارة أهله، وقدرة مكوناته، وقوة إرادته، كل ذلك يحدث لأن الطموحات مبنية على أهداف، والأهداف تسير على طريق ممهد بعقلية مكتملة الأركان وروح أصفى من السماء الزرقاء، انطلاقة هي إطلالة على الوجود بأهداف أبعد من الأفق، وأقرب إلى القلب، وطالما بقيت الأرواح أجنحة تحلِّق في المدى كأنها النوارس، فلن تعثر الركاب، ولن تتعثر الجياد، ولم تكون النهايات إلا بدايات لازدهار، وإثمار، وإعمار، واستمرار للنهوض، وهذه هي العربة تواصل السير، وتمضي في الحقب زهرة برية تتألق بالعطر وبريق الألوان، وفصاحة المنظر، ولأن الإمارات تدار بعقلية الإبداع سر الإسراع في تناول شغاف النجوم، فإن الحضارة الإنسانية تستبشر خيراً بوجود الكرماء، ووجود الخيرين الذين يرون في الإبداع محبة، وفي الإبداع رحمة، وفي الإبداع استدامة لإنسانية بلا عهن، ولا وهن.