تواصل أيادي الخير الإماراتية القيام بواجباتها الإغاثية، مدفوعة بقوة الرسالة التي اختارت أن تؤديها، والتي تحكي عن شعبنا وقيادتنا، ووعينا وحكمتنا، وسياقنا التاريخي وإرثنا الحضاري، وواجبنا الأخلاقي، وقيمنا الإنسانية.
نقول ذلك، ونحن نتابع، وباعتزاز شديد، المبادرات التي خرجت من بلادنا لدعم الأشقّاء في لبنان، إزاء ما يواجهون من تحديات إنسانية وظروف صعبة، هذه الأيام.
100 مليون دولار، حزمة مساعدات إغاثية عاجلة، أمر بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، فضلاً عن عشرات الطائرات المحملة بآلاف الأطنان من إمدادات طبية وغذائية وإغاثية ومعدات إيواء، خرجت على متن طائراتنا إلى لبنان، حاملة معها ملامح شخصيتنا الوطنية وقيمنا الأصيلة التي سنظل محافظين عليها، ونضعها في عين الاهتمام والاعتبار.
إضافة إلى ذلك، جاءت «حملة الإمارات معك يا لبنان»، كشاهد عيان جديد على نهجنا الإنساني الذي خطّه المغفور له الشيخ زايد، ذلك النهج الذي يتجلّى دوماً بعفوية في غوث المنكوب والوقوف إلى جانب المحتاج، شقيقاً كان أو صديقاً، ما جعل من بلادنا نقطة محورية في جهود الإغاثة وعمل الخير في أي مكان وتجاه أي شخص.
ولعلّ المتابع للشّأن المحلّي، يعرف تاريخنا الطويل والحافل بالعمل الإغاثي الذي لم يُوجَّه لأي أغراض سياسية، ودون انتظار مغانم أو مدائح، حيث كان العطاء هو الجسر الذي تمده بلادنا إلى شعوب الأرض بغضّ النظر عن لونها وعرقها ودينها.
فخورون بدور ومكانة بلادنا عاصمةً إنسانيةً وحضاريةً، ومركزاً للعطاء، ومثالاً على الفعل الإيجابي الذي يحمل الخير للعالم، وسنظل نمد الجسور الجوية لتعبر ناقلاتنا بالمؤن والغذاء والعلاج للمنكوبين واللاجئين في أنحاء العالم، حيث الإنسان همّنا الأول والأخير في عصر الرهانات والتحولات.
ستتسع «خريطة الغوث»، التي ترسمها بلادنا غير مرتبطة بأبعاد سياسية أو مواقف أو أحداث، في نهج إنساني خطّه «زايد الخير»، ومبدأ أساسي لا نستغني عنه، لتترسخ مكانة بلادنا، عاصمةً إنسانيةً وحضاريةً، ومركزاً للتسامح والسلام، ومثالاً على الفعل الإيجابي، وفي مقاربة حيّة تشير بجلاء إلى نهجنا الإماراتي، حيث تتجلى القوة الحقيقية للإنسانية التي تسعى لتضميد الجراح، وتدشين واقع ومستقبل أفضل للأجيال.
وستواصل بلادنا القيام بواجباتها تجاه الإنسان، أيّاً كان وأينما كان، وستعمل بكل عزم وتصميم على أداء رسالتها، ليبقى العمل الإنساني منهاجاً وفكراً وسلوكاً وطنياً متأصلاً في شخصيتنا، يتوارثه الأبناء عن الآباء، مُعبِّرين عن أصالتهم وسموّ ثقافتهم، وجوهر مجتمعهم، وهويته الإنسانية الخالدة.
قلوبنا مع لبنان، صوت الأمل، ونغمة الشرق، القادمة من وراء الجبال المنيفة، وشجرات الأرز الشامخة.. نتطلع إلى تعافيه ليعود لبنان التقدم والرقي، ونرددها دائماً: «الإمارات معك يا لبنان».