- الكبير يأمر ويمد برحابة قلبه، ورجاحة عقله، وسعة يده، ويأتي الصغير بضيق أفقه، وقصر بصره، ويده المضمومة لعنقه، فيخرّب العطية، ويأكل نصف الهدية، ويخون ما أُؤتمن عليه من شؤون الرعية، تلك هي القضية!
- تقول للبنت مراسلاً بعبارات ما قبل نومها: تصبحين على خير يا ماء العين، يا حلوة الغالين، يا اللي ما أحد يسواك يا رائحة الطيبين! فترد على رسالتك بحرفين جافين «Gn»، مثل صفد السمك، وأنت كم تكره رسائل الجيل الرقمي واختصاراتهم القاتلة، فتعتقد بما أوتيت من علم وحكمة ومعرفة أنها قد تقصد «Genius Nasser»، فتظهر واهماً، وتقول يمكن قصدها «Grand Nostalgic»، وتتم تركب من رأسك عبارات إنجليزية وفرنسية من التي يشتهيها قلبك، لكن حين تعجز تذهب لقاموس اختصار فتيات الثانوية العامة، فإذا هي «Good Night»، فتخون بك ركبك، وتبرد أعضاؤك، وإن كنت واقفاً حتماً ستجلس من جفاء الرد، وين الأحلام الوردية، والليلة السعيدة لابنتي الغالية، وتحرسك الملائكة في نومة المهد أو أنت بين رمشي العين والهُدب؟ عثرها «GN» تصبح على خير، بدون حرارة قبلة على الرأس أو الجبين!
- لا أدري لِمَ الفانيلة تدل على المَخبَر والمظهر، فإذا رأيت الرجل طرف يد فانيلته مجلودة أو مطوية للأعلى قليلاً دونما أي إرادة منه، وهي شبه رطبة دوماً، من دون أن تدرك السبب أيضاً، فاعلم أن وضعه الاجتماعي لك عليه، ولا يدل على تحسن في المستقبل القريب، وإذا ما لقيتها مثقوبة في نواح متعددة، وهو مستخسر أن يكهنها، ويقول في نفسه هذه آخر لبسه، فاعرف عافاك الله أنه «برصيص»، وأن النوط عنده ما أحد يساوي غلاه، وأنه لن يخسر مبادئه وقيمه وثوابته الفكرية من أجل ثقب أو ثقبين في فانيلة لم يصبها «الحلى والبلى» بعد!
- أعتقد شخصياً، وهذا اعتقاد في غالب الأحيان يكون خاطئاً، أن الشَعر هو ما يمكن أن يُجمل الإنسان، وهو في الوقت نفسه ما يمكن أن يبشعه، عجيبة تلك الفلسفة «الشَعرية» بين الرجل والأنثى منذ أن سكن الإنسان الأول الكهوف حتى وصل الإنسان الحديث للمباني الذكية!
- معقول.. في ناس حتى الحين ما تروف بعمرها، تلقاها شاقية من صباح الله بالخير حتى يحلّ المساء في مصفح، ماذا يعملون طوال النهار، وهزيعاً من الليل؟ ما هو العائد الفعلي والمقصد العملي من إهدار تلك الساعات والطاقات؟ بالتأكيد لا أحد يمكنه أن يقنعني أن تلك الساعات الطوال مثابرة على تصنيع ثلاجة تتكيف مع أجواء البر والمزيون أو  بناء منظومة لخلق بيئة زراعية ملائمة لزراعة «اليح» بدون حب أسود مزعج أو بناء علائق بين الصفائح والألواح الشمسية، وبين انخفاض معدلات استهلاك الطاقة، ترا كله ركض وراء المنازعات العمالية التي هو السبب الرئيس فيها، وملاحقة تعطيلات سيارات النقل التي يشتريها مستعملة، ولا يحسن صيانتها الدورية، وأنه استطاب الكندورة «الحليانة» والغترة المسودة، وكأن ليس هناك في البيت أطفال سبعة يريدون أن يعرفوا وجه أبيهم!