خضراء في طرفها وفي طوقها، خضراء ترفل بأوراق البذخ، وترف الحياة، والنفوس الزكية، خضراء لها في إرث زايد الخير، طيب الله ثراه، معجم الشجرة، وأبجدية العشب القشيب، وشجرة خالدة هزها القلب الحنون، فأتت أكلها، راضية مرضية.
خضراء هذه الأرض كما هي قلوب أهلها، وعشاقها، وكتاب قصيدة التألق، وفرسان الخيل المسومة.
خضراء بلادي كأنها الأرواح متجلية بجلال أهلها، سامقة كتلك الغافة النبيلة، باسقة ذاهبة إلى المدى بأجنحة التوق، والشوق، وانثيالات الهوى، وعطر الياسمين يعبق رمالها، والكحل غيمة ترقب الأغصان وهي تلامس كف السماء، وهذه النجود رافلة بأخضر يطوق مهجتها، خضراء بلادي يانعة بفضل الذين يعبقون قلوبنا بأجمل الدر، والذين يحيطون مشاعرنا بنقاء السريرة، ونبوءات القصيدة وهي تتمشى على رموش غزلان ترعرعت بين وديان وسهول، خضراء هذه الجميلة، خضراء هذه المهجة، تنمو على تضاريسها خطوات الباني المؤسس، خضراء في الذاكرة، يانعة كأنها الثمرات في عذوق النخلة النجيبة، وفي قوله «ازرع الإمارات» أبدع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، في إطلالته اللغوية، وفي بلاغته، حيث الانطلاقة بدأت بفعل الأمر، وهذه الأرض تستحق أن يكون للأمر فعلاً، يؤسس لتاريخ اخضرار غير مسبوق، والصحراء تصفق، والرمال الذهبية تمعن في الابتسامة، والعيون السود تكحل الرموش باخضرار مبهج، يسر الناظرين.
ازرع الإمارات، لغة لامست شغاف الروح، وانهمكت تستدعي إرث الباني، طيب الله ثراه، وجملة توزعت بين النياط كأنها الجدول يثري جذور النبتة المباركة، ويحيي عروق الذاكرة، كي لا تذبل سيقانها، ولا تعجف أوراقها، وهذه هي سيرة قيادتنا، هذا سبرهم، هذه سجايا الأوفياء، دوماً نحن على موعد مع الفرح، ودوماً نحن نمشي على جادة ملؤها بوح النجباء.
«ازرع الإمارات» دوزنت أوتار الذاكرة، وأعدت مائدة لمشاعر كم هي تسعد للون أخضر يفشي أسرار الشوق في زمن أصبحت فيه الشجرة، كوناً بأكمله، والإنسان فلكها.
«ازرع في الإمارات»، جملة أفادت عن بوح قائد لم تشغله ميادين الاقتصاد عن حب شجرة تكلل المشهد الاقتصادي بأخضر الجمال، وأخضر العطاء، وأخضر النقاء.
«ازرع في الإمارات»، رائعة الرؤى الإماراتية، ونبوغ الكلمة في وجدان قائد يرى في الأخضر بساطاً، ترتاح على حريره القلوب وتسعد نفوس لها في التاريخ أخضر الأمنيات، وأخضر العلاقات، وأخضر السفر إلى آفاق بها من عشب الحياة ما يجعل الأفئدة ترفرف كأنها الأجنحة، ويجعل من الأرواح تغرد كأنها الطير في عالي القمم.
فلنزرع في الإمارات، حتى تصبح قلوبنا دروباً، رمالها من أهداب الشوق، وأوراق أشجارها من كفوف بضة، غضة، في ملمسها نعيم الله في أرضه.
فلنزرع في الإمارات، حتى تبتسم الطبيعة، ويزخر الوجود بابتسامة أعرض من صفحة السماء.
فلنزرع في الإمارات، لتكون الأرض أنثى مخضبة بحناء الجمال، وروض الحياء المبجل، ووشاح اللثم ساعة انبلاج الفجر على وجنات كأنها اللجين في ذروة ابتهاجه.
«ازرع الإمارات»، وابتسم، تجد الحياة وردة زاهية تغني للفرح، وتنشد الأوراق لعالم يتحدى سوداوية البشرية، ببياض القلوب الندية.
«ازرع الإمارات»، وأكمل دورة الوجود، ليصبح الوجود إماراتياً بحزم وثبات.