تقترب بطولة السوبر المصري بمشاركة أربعة فرق، وما أثق في أنه قيد الانتظار في القلوب والعقول، هو أن يلعب الأهلي والزمالك المباراة الفاصلة على اللقب.. فتلك المباراة هي بلغة أهل الدراما «الماستر سين»، أو المشهد الأساسي الذي يقدمه كاتب السيناريو في مسلسل، أو في فيلم سينمائي.
المشهد المنتظر يعود إلى شعبية الأهلي والزمالك الكبيرة، إلا أن كاتب هذا السيناريو لا يدرك ما في كرة القدم من سيناريوهات درامية لا تُصدق، مثل أن يلتقي بيراميدز وسيراميكا في المباراة الفاصلة على اللقب، خاصة أن بيراميدز يضم مجموعة من أفضل لاعبي الكرة المصرية، وقفز سريعاً إلى دائرة القمة، كما أن سيراميكا يقدم مستويات جيدة، وهو تحديداً سيلعب السوبر دون ضغوط على لاعبيه، وحين يرفع الضغط بعيداً عن أقدام اللاعبين، تختلف الكثير من الأمور.
من أهم أسرار كرة القدم الإنجليزية، أن معظم الفرق لها شعبية، وهي مولودة من الانتماء إلى مدينة، أو قوة أداء فريق، بما يقدمه من متعة، أو هي شعبية ولدت برصيد بطولات متتالية وفترات ذهبية في تاريخ اللعبة، وأخيراً وهو الأهم، أن يكون اللقاء بين فريقين من نتاج حالة من حالات الديربي لأسباب مختلفة، مما يولد صراعاً كبيراً وتاريخياً، فقد حققت أندية شعبية فورية نتيجة ظروف تأسيسها، مثل ريال مدريد وبرشلونة، وبوكا جونيورز، وريفر بيليت، ورينجرز وسلتيك، وغير ذلك من أندية تأسست لأسباب سياسية ووطنية، وطبقية واجتماعية ودينية، أيدلوجية، لكن بالنسبة للأهلي والزمالك، فقد كانت القوة والندية في الأربعين عاماً الأولى من عمريهما وراء شعبية الفريقين وسبباً لصناعة ديربي تاريخي، ويكفي مراجعة السنوات الأولى في الكرة المصرية لرؤية تناوب البطولات بين الفريقين، مثل بطولات كأس السلطان، وكأس مصر، وبطولة منطقة القاهرة، كذلك كان تأسيس الناديين كفريقي كرة قدم بالدرجة الأولى وراء جذبهما لنجوم الزمن في الكرة المصرية، فجمع الناديان بين الأداء «بمعايير الزمن» وبين النتائج.  ليس صحيحاً أن هذا الديربي المصري الشهير؛ بسبب صبغة الأهلي الوطنية الذي تأسس بواسطة المحامي عمر لطفي بك لطلبة المدارس العليا، وفتح أبوابه للمصريين، والمؤسس كان صديقاً شخصياً للزعيم مصطفى كامل، قائد الحركة الوطنية المصرية في مطلع القرن العشرين، أما الرئيس الأول للأهلي، فكان الإنجليزي ميتشل أنس، وأكرر سعد زغلول لم يكن رئيساً للأهلي، وإنما كان رئيساً شرفياً للجمعية العمومية بصفته وزيراً للمعارف، وتولى المنصب نفسه 14 وزيراً، آخرهم بهي الدين بركات.
في المقابل، تأسس الزمالك بواسطة مجموعة من الأجانب، وظهر الخطأ التاريخي بالخلط بين اسم المختلط نسبة إلى المحاكم المختلطة التي تفصل بين نزاعات الأجانب والمصريين، ومؤسسه ورئيسه الأول هو البلجيكي مرزباخ، رئيس تلك المحكمة، وكان أحد الشخصيات الأجنبية التي حظيت بتقدير كبير من السلطة في ذاك الوقت أيام حكم الخديوي عباس حلمي الثاني، وقد كان الرئيس الأول للنادي الأهلي أجنبياً أيضاً وهو الإنجليزي ميتشل أنس.
**هل يتحقق السيناريو المكتوب في الخيال أم يكتب بيراميدز وسيراميكا قصة أخرى؟