- أتدرون لِمَ نتباكى على المعاني، والقيم، وما زخر به مجتمعنا من سلوكيات كانت ترفع من قيمة الإنسان، وتزيد من شرفه، وعلو مكانته؟ لأنها وحدها من تثبت الأقدام حين تتزلزل تحتك الأرض، وحدها التي تجعل الإنسان متوازناً حين تتراخى صخور الحياة، وتتماهى القيم، ويكاد المرء لا يعرف ما ينفعه وما يضره، وحدها التي تجعل منه قادراً على المسير ولو بخطوات بطيئة، متعثرة، لكنه يسير، وحدها قيم الخير والحق والجمال هي التي تجعل الإنسان طاهراً، ونافعاً، ولا تغلبه توافه الأمور، لذا يحق لنا أن نتباكى على قيمنا التي نخشى أن تفرط بين يدي الأجيال الجديدة، الذين يتعرضون لتأثيرات منبعها الداخل المتنوع، والخارج المختلف، ثمة أمور علينا أن نعض عليها بالنواجذ، لأنها الأحجار الثوابت، لا نقبل أن يتخطاها الآخر، ولا نقبل أن لا يبقى لها ذاك الإجلال والوقار، وعلينا أن نصونها، ونورثها سلفاً لخلف، لأنها ما يميز هويتنا، ويعطي شخصيتنا ذاك الاختلاف الجميل.
- هل يعقل أن تغار المرأة من نساء الأجهزة الإلكترونية؟! تجد الواحدة منهن لا تطيق المرأة المتحدثة نيابة عن «اتصالات ودو»، ولا تواطن امرأة «النفيجيتر»، ولا تلك المغناج في إذاعة المطار، ما إن تسمع صوت إحداهن حتى تجدها مستنفرة للقذف بشرر!
- هناك مصطلحات تختص بفئة من الناس دون غيرهم، مصطلح «اوه.. ماي كاش» الذي تكثر من استعماله البنات المراهقات، أراه غير لائق بالرجال، وأكرم على لحاهم من استعماله في الطالعة والنازلة، فهو رديف لبنت تضع تقويم الأسنان، وتمضغ اللبان، وتتردد على مطاعم «الجنك فود»، لا شباب تطرّ شواربهم، ونأمل منهم الخير الكثير، والعزم، وارتداء الرجولة المبكرة، خليكم من «اوه ماي كاش»، شو فيها «يا رباااااه»؟!
- بصراحة بعض الموظفين ما «يتوبون»، ولا ينفع معهم لا الخصخصة، ولا التعامل الإلكتروني، ولا هذه الطفرة الإدارية الذكية في التعامل مع المراجعين، وإنجاز المعاملات، ولا الدرهم الإلكتروني، ولا المعاملات عبر الإنترنت، بعضهم ما زالوا بتلك العقلية الكلاسيكية للموظف العمومي البليد، والبيروقراطي العتيد، سواء كان كبيراً غير قادر على الخروج من تكلسه الوظيفي أو صغيراً يزاعيه العمر، ولا يدرك المسؤولية الحقة، لا هم له إلا التعطيل، وفرض هيبته المنقوصة، والتلذذ بتعطيل خلق الله، مثل هؤلاء لا يحتاجون إلا كلمة واحدة «الإحلال»، لأن لا دواء يجدي معهم، إذاً فلا بد من الكيّ!
 - هناك شعور عند الكثيرين، يرون أن شيئاً ينقصهم أو أن هناك أمراً ما تغير، ولَم يعد مثل حاله، وأن الخير وظلاله ربما قل أو ضيَّع سبيله، هي مسألة لا يعرفون كنهها، ولا يقدرون على مسكها باليد، لا يمكن أن يجزموا إن كانت شخصية أو عامة، لكنها تسلب بعضاً من السعادة، وتأكل من طاقة الفرح والعمل، وربما قطعت هطول المطر، بعض الأشياء يتمنى الإنسان لو يعرفها، لكان حلّها أو على الأقل أدركها واستراح!