في الطريق إلى ملاءة حياة بفسيفساء الأحلام الزاهية، تذهب الإمارات ومصر بحكمة العلاقات السامية، وتاج الود المنعم بطموحات أعذب من مياه النيل، وأرق من موجات الخليج العربي، ومشاريع النمو تزدهر وتسخر بمعطيات كالمطر، وتجليات كالبروق، وقطوف كثمرات النخلة المباركة، وانسيابات كجداول السهول السخية.
رأس الحكمة مشروع قاسم مشترك بين الإمارات ومصر، كما هي القواسم المشتركة في السياسة والتاريخ والجغرافيا والمصير، رأس الحكمة، الطريق الأخضر يعبر الإمارات إلى مصر، حيث هناك النيل العظيم يصافح رؤى أهل الخير، والأيدي المضاءة ببياض النوايا، وأخلاق العشاق الذين نشأوا على بناء الجسور من قيم، لا تزل ولا تخل، بل هي مساحة وضاءة، ومسافة معبدة بأهداف أبعد من الأفق، وأوسع من المحيط، وأعلى من الجبال، وأنعم من الوردة، وأجمل من بريق النجوم.
في لقاء بين الأشقاء، تنعم الإمارات ومصر، بفيض من المنجزات يثري وجدان الحياة، ويملأ قلوب الملايين بالاطمئنان على مستقبل بلدين قدرهما أن يكونا مركز الدائرة في محيط عربي وإقليمي يعج بأمواج الغضب، ولكن تقول الإمارات وكذلك مصر ها نحن جاهزون لزراعة التضاريس المضطربة بورود الحب، وسقيها بأحلام السلام، ليبقى العالم رياناً بعذب العلاقات، علاقات التسامح والتضامن وتقاسم ابتسامة الفرح بإيمان راسخ بأنه لا يمكن لأمّنا الأرض أن تبتهج، إلا وأبناؤها ينعمون بسلام ووئام، وانسجام، ويتقاسمون خيرات الأرض بأفئدة لا تقبل الضغينة، ولا ترافق الضنك، أفئدة يزدهر بساطها ببساتين النمو والازدهار والتطور وراحة الشعوب، واطمئنانهم على مستقبلهم، وغد أطفالهم والذين سيسألون في يوم قريب، ما ذا فعلتم لنا أيها الآباء؟ والجواب اليوم يبدو كنجمة ناصعة، تبزغ من الإمارات ومصر، تقولان: ها نحن نعد العدة، لغد مشرق، أنيق كبريق الأقمار، لبق كجداول الأنهار.
في لقاءات القادة في البلدين، ترتع غزلان الفرح في قلوب طالما تأملت المشهد وشعرت بأن الأمة بألف خير، وأن العالم يسعد بهذه اللقاءات لأنها لقاءات تعبر عن نموذج مثالي في العلاقات بين الدول، هي علاقات متجردة من الشعارات الخاوية، ممتلئة بالعمل الجاد والحقيقي لأجل أن تستفيد الشعوب من تجربة خلابة، وتقتدي دول بهذه الخطوات الأشبه بوثبات العاديات ضبحاً والموريات قدحاً.
وهكذا تمضي الركاب والكواكب شواهد، والحقائق على الأرض تبدو ترتب المفاصل، وتلون الحياة بمنمنمات أزكى من النجوم، وأروع من اللواحظ المدعجات، الرافلات ببهجة الحاضر ووهج المستقبل، هكذا هي الإمارات في علاقاتها مع الشقيق والصديق على حد سواء، لأن الرؤية قائمة على أن العلاقات الإنسانية لا تتجزأ، وأن الجوار الأخلاقي أهم من كل العناوين العريضة رمادية اللون، هكذا هي الإمارات تمضي حقباً، مطوقة بقلائد الثوابت، الراسخة، تعانق الفضاء كما تسدد خطاها على الأرض.