بالحب وحده تبدو العلاقة بين القائد والشعب، كأنها العلاقة بين السحابة والأشجار، كأنها العلاقة بين العفوية والحياة، كأنها العلاقة بين الروح والجسد.
هكذا كان المشهد في استقبال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، للأمهات الحاضنات، فكانت الابتسامة الشفيفة حاضرة، وكان الحنان الأبوي يرسم صورة متناهية الدفء، وكان الحب يرتع بين الضلوع، كأنه الفراشات بين العشب القشيب.
هذه هي سمة الوصل في بلادنا بين القائد وأبنائه، وهذا هو التواصل بين المشاعر، والتي تعبر عن صدق التلاحم، وحقيقة الانسجام، وسبر الاهتمام البالغ من قبل القائد بأبناء شعبه، محققاً بذلك الذروة القصوى لتاريخ بلد بنيت الحالة الاجتماعية فيه على أسس الوشائج الدافئة، وثوابت الأخلاق الصافية، وأحلام لا تتخلى عن نبوغها في تصوير الحياة على هذه الأرض على أنها شجرة وارفة مثمرة بالقيم السامية، مزدهرة بالفرح، لأنه ما من حب حقيقي إلا ويتوسطه الحب، كون الحب من بناء القلوب التي لا تعرف غير الابتسامة، مجللة بالحب، مكللة بالشفافية متوجة بنهضة وطن يتحمل مسؤوليات نهضته، شعب تقوده الأمومة الدافئة إلى موانئ الأمان، وتحضره دوماً لمستقبل مبهر مزدان بعبارات الحب.
هكذا يضرب سموه المثال والنموذج في حث الناس جميعاً على البدء بالحب، وليس الانتهاء منه، لأنه الطريق المعبد بعلاقات إنسانية في غاية الروعة، وفي منتهى البراعة.
فعندما تكون الأم هي البوصلة لسفينة الأسرة، يكون البيت عامراً بالقوة والأواصر المتينة، والقواسم المشتركة التي لا تطوي أشرعتها حتى في أقصى حالات الرياح العاتية، وهذه هي الإمارات، وبفضل القيادة الحكيمة، تبدو في العالم النجم الذي يضيء للآخرين طريق الوعي بأهمية الأمومة، وحتمية الاهتمام بها، لأنها هي مركز الدائرة، وهي المحيط، وهي القطر والوتر، وهذا ما نشهده ونلمسه في كل لقاءات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع الأمهات، فدائماً ما تكون النصيحة بالاهتمام بالأبناء لأنهم عماد الوطن، وجذره، وسبره، وسره، وسيرته، وسيرورته، ومسبار أمله.
اليوم الإمارات بفضل هذه الرؤية الحكيمة، والنظرة الثاقبة للمستقبل، والحنكة في التعامل مع أهم ضلع في الصدر، نراها تتقدم نحو المستقبل بثقة، وثبات، لأن نبات المجتمع صحيحٌ معافىً، ولأن التوجيهات تسير على خيط المودة، ولأن الاستجابات من قبل الأبناء وافية مستوفية شروط تحقيق الآمال العريضة، وإنجاز الطموحات بجدارة، وقدرات عالية كما هي النجوم في أحشاء السماء الصافية.
اليوم الإمارات بشيمة تقاسم الأدوار لبناء وطن الأمن والطمأنينة تمشي خطواتها متكئة على الإرادة الصلبة، والعزيمة القوية، ومن دون كلل نرى سفينتنا تمضي بسلاسة ويسر، والعقبات تبدو أمواجاً تتكسر عند شغاف التصميم والإصرار على مواصلة الطريق، طريق المجد، والسؤدد.