من دبي، من فيحاء العرب، الإمارات السامقة، يبزغ نجم الإبداع وتكريمه، من بيت نوابغ العرب، وهي الجائزة العربية الأكبر، تحتفي وتكرم وتعظم النابغين من بني الضاد، تكريماً لهم لما قدموه ويقدمونه من فرادة في العطاء في مختلف العلوم والآداب، هذه الجائزة التي تعيد دورة التاريخ العربي في تميزه وتفوق أبنائه في العلوم والآداب، والإمارات ريانة بهذا الوعي، ملآنة بالإدراك لأهمية أن نكون في مقدمة الذاهبين إلى الفكرة المجللة بقيم لا تزل ولا تخل بمبادئ الإنسانية السامية، وهي الفكرة المعادل المضاد لكل ما هو مشين وكل ما هو مخيب لآمال الشعوب، فبينما يقف العالم اليوم على قدمين مرتجفتين إثر تصاعد التدمير الذاتي والعام لكل ما يمت للمنجزات الإنسانية الحضارية، تبرز الإمارات في الجهة المغايرة لتقول للعالم هنا نبدأ وهنا نذهب إلى الحياة بفرح وطموحات تفوق هامات النجوم، وتتجاوز المدركات الضيقة والأحلام المدلهمة والطموحات الخاوية والأفكار السوداوية والخيال المشوب بالعصاب القهري والاكتئاب السوداوي.
الإمارات تفتح نافذة للأمل، وتشرع أبواباً للفرح، والنبوغ، وبلاغة الوعي، وحصافة الفكرة، وفصاحة لغة التكامل بين الإنسان والإنسان وبين الإنسان وبيئته، مؤمنة بأن الحياة شجرة نحن الذين نضع الثمرات على أغصانها، وأن العالم لوحة نحن الذين نلون خطوطه بأزهى الألوان، وأن الحضارة كوكب نحن الذين نضيء محيطه وحياضه.
تكريم النوابغ من أبناء العرب، إنما هو تكريم للتاريخ العربي الذي أنعم على البشرية بزخات من الإبداعات في مختلف فروع العلوم والآداب، ولنا في هذا المجال نماذج نيرة، وصور خيرة، أمثال ابن سينا الطبيب وعالم النفس العظيم، وابن رشد صاحب الرؤيتين، ومكتشف فلسفة أرسطو، ومحققها، وغيرهما كثير، والقائمة تطول، لذلك عندما تقف الإمارات على منجزات أبناء هذا المحيط العربي الكبير والزاخر بالمنجزات الهائلة في الفروع والأصول العلمية والأدبية، إنما هي تستدعي التاريخ، وتستعيد ما توارى خلف معضلات الأيام، وهزاتها.
الإمارات في خطوتها هذه معتمدة على عقول إماراتية شابة، تستقي معرفتها من النهر الكبير، فارس الكلمة، ومروض الصهوات الشامخة، العضيد السديد لأحلام كل من في قريحته فرادة، وكل من موهبته استثنائية، وتستمر قافلة العطاء الإماراتي فياضة بالعذب من المنجزات، والتي هي سبر هذا البلد، وسر نهضته.
وبيوت العز لا تبلغها إلا الأمم التي تضع كفاً على وجه القمر، وأخرى تضفر جديلة الشمس، والطموحات تبدو في السماء نجوماً والأحلام تبدو بين الرموش أثمد العافية، والطريق إلى المجد لا تبلغه إلا هذا الهامات الرفيعة، وهذه السامقات، الباسقات، وهذه المشاعر المرهفة، والتي عانقت القصيدة فصار الشعر وهجاً في السماء، وحملقت في عيون الخيل، فأصبحت الخيل مواكب خير وفخر، وعز.
فشكراً للذين يقطفون من المجد أجمل زهراته، ويرتشفون من الشهد أعذب قطراته.
شكراً للذين يضعون الإبداع بين الرمش والرمش.