- يقول لك إنه ستكون هناك غرامة ضخمة على الزوجة التي تخترق أسرار زوجها، وتفتش نقّاله، وهو مسكين خبر خير، وهذا أمر يثلج الصدر، ويفتر الثغر، ويجعل من شراب «الزموتا» أعذب وأبرد من منقوع التمر، لأن الزوج سيعيش في أمان واطمئنان، ولن يحتل بطنه، وترتعد فرائصه كلما قربت الزوجة المصون من طفله المدلل، حامل أسراره أو غافلته في ليل ليس فيه نجم، وباتت تقلّب تلك الآلة الناطقة، والزوج يتقلّب على نار الغضا، الأمر الآخر أن الزوج يمكن يرجع خسائره على صاحبة الصون والعفاف في شهر واحد أو يمكن أن «يشاهرها من غوازيها»، فإذا ما طلبت أمراً، قل لها: حاضر يا بنت العون، كله من كيسك، أما سهيلة فقد جاءها العلم الأكيد والخبر اليقين، والله.. لفلّسها في غضون أسبوع، وإذا ما خليتها تعيش على إيجار البيت الشعبي، ما أكون فلان!
- هوس الناس بالهواتف الجديدة هو نوع من المراهقة العصرية، تجد الواحد يقاتل على أن يمتلك النسخة الجديدة والمعدلة والمطورة قبل غيره، وكأنها ميزة اجتماعية، ومدعاة للتفاخر، رغم أن الكثير لن يتعرفوا على خصائص الجهاز الجديدة كلها، ولن يستعملوا كل المميزات التي وفرها، حدودهم المكالمات والكاميرا والدردشة الكلامية، وما يخص «السوشيال ميديا»، ومعاملاتهم البنكية والحكومية، وذاك من ذاك من يقرأ كتالوجه كاملاً لتبلغ استفادته القصوى من هاتفه الجديد المتطور، حتى أن بعضهم «شيفتهم مب شيفة، ماكس بلاس»!
- الصينيون يقولون: «إن كنت لا تعرف الابتسامة فلا تفتح دكاناً»، وهذا حال بعض الموظفين والموظفات، تجد الواحد منهم منذ الصباح الباكر، نفسه محمّضة، وتقول أنه راوح «خِيلّ» طوال الليل أو أحد غارّنه خلّاً على الريق، زعلان من أمس، والشور شوره لو يجد من يرهي عليه، ويتعارك معه، لأنه ضامن الغلبة، لكن ما ذنب المراجعين؟ متشابك مع زوجتك، ما يخصهم، ما وافق البنك على السلفة الجديدة، ما يخصهم، ناديك نتائجه متعثرة منذ بداية الدوري، ما يخصهم، زادوا على عيالك أقساط المدرسة، من دون سبب، هم شو يخصهم، الخياط خرّب لك العباية، ما يخصهم، هذا الصيف ما قدرت تسافرين وين ما تبين، وما بقت إلا بانكوك، ما يخصهم، زعلانة من صديقتك، عملت عيد ميلاد وما عزمتك، ما يخصهم، البراطم بعد النفخ طلعن مش مثل ماتبين، وغديتي تشبهين الفقمة، هم شو يخصهم؟!
- لو أن بعض الناس، منذ أن يصحو أحدهم، يعاهد نفسه، أنه لن يتبع الأذى، ولا يفكر بالأذى، ويمضي يومه كما أراده الله، رطباً بذكره، وأخضر كقلب نبيه، ولا يحزن كقلوب الصالحين من عباده، فماذا سيضره؟! وهل سينقص شيء من رزقه؟ لكنه بالتأكيد سيكسب تلك السعادة الغائبة عنه، وسيشعر بروح إيجابية تسكن بين أضلعه، ويكاد أن يطير بكم من الأمل والأمنيات الجميلة!