البطولة في موعدها بأميركا.. «يتحدثون، يهددون، ويرفضون، دعهم يفعلون.. كأس العالم للأندية في موعدها وفي أميركا»!
هذا ما أظن أن «الفيفا» يُحدِّث نفسه به، فهو يمضي قدماً نحو تنظيم البطولة التي داعبت أحلام إنفانتينو قبل سنوات، وما زالت، من أجل مزيد من المال لجمهورية كرة القدم في سويسرا، ومزيد من الانتشار شمالاً نحو الولايات المتحدة التي يراها الفيفا سوقاً واعدة باقتصادها القوي واتساع مساحتها لكرة القدم التي ما زالت تعاني في تلك القارة من شعبية محدودة لا تقارن بشعبية كرة القدم الأميركية، وكرة السلة للمحترفين والبيسبول.
وفي الوقت نفسه، وبينما أعلن الفيفا الملاعب الـ 12 التي ستقام عليها المباريات، كأنه لا يسمع ما يجري في العالم، كان صخب التهديد من جمعيات وروابط اللاعبين في أوروبا يدعو للإضراب لإيقاف هذه البطولة، بعد أن وصلت منافسات كرة القدم العالمية إلى درجة التشبع.
بالنسبة للمزيد من المال، ما زال الفيفا يبحث وينتظر ويتفاوض مع شركات لرعاية البطولة وقنوات تلفزيونية للفوز بحقوق البث، حتى يلقي «بكعكة» المال على موائد الأندية، وكان إنفانتينو قد ألمح وأعلن وسرب سابقاً إلى جوائز مالية ضخمة مقابل المشاركة وللفائز باللقب. وبالنسبة لشعبية كرة القدم في أميركا، فهي تحركت قليلاً، لكنها ما زالت أقل من شعبية اللعبات المحببة للأميركيين منذ محاولات كوزموس نيويورك في سبعينيات القرن الماضي!
من المعروف أن البطولة سوف يشارك بها للمرة الأولى 32 فريقاً، وتقام كل أربع سنوات، وتشهد 63 مباراة، وقد استبدلت كأس العالم للأندية السابقة ببطولة كأس الإنتركونتننتال للقارات التي ستقام سنوياً، وانطلقت بمواجهة العين مع أوكلاند قبل أيام، واللاعبون مجهدون من تعدد البطولات وزيادة عدد المباريات التي يخوضونها مع أنديتهم ثم مع منتخبات بلادهم في أجندة مزدحمة، مما يعرضهم لإصابات خطيرة، تعطلهم عن أنديتهم التي تمنح لهم رواتبهم الخيالية، وقيل أن إصابة ردوردي عمود الخيمة في مانشستر سيتي أكبر دليل على ذلك الإجهاد، فقد خرج من موسم فريقه بسبب إصابته الأخيرة.
تهديد ورفض اللاعبين لأحلام الفيفا ورئيسه انتقل إلى ساحات القضاء، فهناك دعاوى رفعت ضد الاتحاد الدولي بسبب هذه البطولة، وهي مؤيدة من جانب روابط اللاعبين المحترفين في إنجلترا وإيطاليا وفرنسا ونقابة لاعبي كرة القدم العالمية وهم يطعنون في شرعية البطولة، بجانب أن موعد كأس العالم للأندية يواكب مرحلة تجديد عقود عدد كبير من نجوم اللعبة، وقت النافذة الصيفية للانتقالات، ومن هؤلاء دي بروين، ونوير، ومولر، وكارفاخال ولوكاس فاسكيز، وجوشوا كيميش وإريك داير وسفين أولريتش وألفونسو ديفيز، والأهم من ذلك هو ماذا لو انتهت عقود العديد من اللاعبين في يونيو المقبل، فهل يسمح لهم بالمشاركة مع أنديتهم في كأس العالم للأندية؟
** «يتحدثون، يهددون، ويرفضون ويذهبون إلى ساحات القضاء، دعهم يفعلون.. كأس العالم للأندية في موعدها في أميركا.. هذا ما أظن أن إنفانتينو يخاطب به نفسه»!