أثبت «البيت الأبيض» الزملكاوي مجدداً، أن الفرق الكبيرة تمرض ولا تموت، ورغم كم المشاكل التي تواجه الفريق، منذ خسارة دوري الأبطال أمام الأهلي، قبل أربع سنوات، من إيقاف القيد، والتصدي لأزمات مالية لا تسمح بالتعاقد مع صفقات متميزة، إلا أن مواجهة «سوبر أفريقيا» كشفت بوضوح أن الفريق لم يفقد «ثقافة الانتصار»، واستطاع أن يهزم منافسه التقليدي النادي الأهلي، بعد مباراة تفوق فيها في كل الوجوه، وكافأته ركلات الترجيح، وأهدته لقباً غالياً كان في أمس الحاجة إليه.
وعاش «الملكي» ليلة بيضاء بامتياز، لاسيما أن الفوز على الأهلي، جاء عكس توقعات عدد من نجوم الأهلي السابقين الذين نصحوا الزمالك بعدم السفر إلى الرياض، لأنه لا يملك أي فرص للفوز، وكانت تلك الآراء بمثابة الشرارة التي أشعلت روح التحدي داخل فريق الزمالك الذي تعاهد لاعبوه على الرد على تلك الآراء داخل الملعب دفاعاً عن سمعتهم وقيمتهم الفنية وجماهيرهم التي لم تفقد ثقتها في قدرة لاعبيها على انتزاع اللقب.
وأثبتت المواجهة الأخيرة أن البرتغالي جوزيه جوميز مدرب الزمالك يجيد التعامل مع الأهلي ومدربه مارسيل كولر، بدليل أنه تفوق عليه ميدانياً في اللقاءات الثلاثة التي جمعتهما، رغم خسارة الزمالك نهائي كأس مصر، والنتيجة الحالية تشير إلى تفوق جوميز 2-1، حيث فاز في الدور الأول للدوري، وفي مباراة «السوبر الأفريقي»، وفوق ذلك ضحى كولر ببطولة دوري الرابطة، وانسحب من كأس مصر، بعد الفوز على الألومنيوم في دور الـ16، كل ذلك من أجل إراحة اللاعبين وتهيئتهم لمباراة السوبر الأفريقي، بما يعني أن خسارة السوبر حرمت الأهلي من الفوز بثلاث بطولات!
ومن مفارقات «السوبر الأفريقي» أن من أضاع ركلتي الترجيح للأهلي، الفلسطيني وسام أبوعلي هداف الدوري، ويحيى عطية الله «خليفة علي معلول»، بينما سجل هدف التعادل للزمالك اللاعب ناصر منسي الذي كانت جماهير الزمالك تطالب بالاستغناء عنه، ومن أول لمسة، بعد إشراكه بديلاً للجزيري، نجح في تسجيل هدف التعادل، قبل أن يسهم مع زملائه في تسديد كل ركلات الترجيح بنجاح، فاستحق لقب نجم السوبر، ومن المفارقات أيضاً أنه تقرر مشاركة محمد عواد حارس الزمالك، في آخر لحظة، بعد إصابة محمد صبحي، ونجح عواد في التصدي لركلة الترجيح التي سددها عطية الله، مما مهد لفوز الزمالك بالسوبر للمرة الخامسة في تاريخه.