- ترا.. نحن العرب نحب ندخل على الثقيل وبالثقيل، لما كانت الصناعات ظاهرة بقوة في العراق تلقى اسم السيارة «نبوخذ نصر»، والكمبيوتر «صلاح الدين»، فيه رهبة واحترام في نفس الوقت، يعني ليس كل واحد يمكن أن يشغلها، «نبوخذ نصر» أكيد ليس للشغالات الصغيرة الناعمة أو سيارة الصالون، وكمبيوتر «صلاح الدين» بحجم الثلاجة، وتلقى اليابان من جهة أخرى مصنعة كمبيوتراً حديثاً، واسمه من حرف واحد، ولا له معنى!
- أعيدوا لنا الشرطتين الزرقاوين لرسائلنا، بعض الناس يعتقدون أن أي ميزة في التكنولوجيا هي ميزة لهم، وخاصة بهم، لذا اليوم اختفت الشرطتان الزرقاوان اللتان تحيدونهما من كثير من الهواتف، فلا تعرف إن قرأ فلان الرسالة أم ما زالت مغلقة، صحيح في ناس مؤذين، لكن بعد في ناس طيبين لا يريدون إلا تقديم التحية والبدء بالسلام، تلقى نفسك وأنت رافع يدك، والطرف الآخر صامتاً، فلا تعرف رد التحية بأحسن منها أم تجاهلها، لذا من هذا المنبر أطالب وأناشد بعودة الشرطتين الزرقاوين لأنهما تغنيان عن الشك، وتبددان الريبة.
- هناك أماكن كانت في يوم من الأيام مثل رئة المدينة، حيّة بحركة الأقدام، وضحكات الناس، ومرور العابرين والمقيمين، تضم المساءات الدافئة والحميمية للناس، ويدور الزمن، وحين تكبر المدينة ترمحها خارج وقتها، فتبقى تلك الأماكن يتيمة ذاهبة في بؤس الأيام، مثل تلك الفوطة الرطبة المسودة، والمرمية في زاوية المطبخ، ولا يراها أحد.
- آه.. ها تتزوج أميركية تراها إن طلقتك بتستولي على «الصرم الجديم»، وبتردك تشتغل «بيدار» في نخيل خلق الله، و«كَرّوَتك عذج من كل نخلة» وبتنشبك نشبة في محاكمهم التي تعوضها عن الضرر النفسي والفراغ العاطفي أكثر مما لو دست في بطنها، ويا ويلك إن استنجدت بفرقة «FBI» ساعتها ما عندك إلا حلين؛ إما تهرب إلى المكسيك، وهناك مستقبلك ضائع بالتأكيد أو ترضى بالخدمة الاجتماعية لسنتين متواصلتين في المصحات ودور المسنين و«هناجر» المهاجرين.
- زمان.. كان الحكاؤون والساردون والقصاصون والمتحدثون يقولون: العهدة على الراوي، وناقل الكفر ليس بكافر، الآن.. في العصر الرقمي، صاروا يقولون: كما وصلني!