كانت الألعاب الأولمبية في باريس هي حدث الرياضة الأول في 2024، وحقق خلاله الرياضيون العرب بعض الإنجازات، بجمع 17 ميدالية، وكان من أهمها ذهبية المصري أحمد الجندي في الخماسي الحديث، للمستوى الذي ظهر به، وذهبية الجزائرية كايلا نيمور في الجمباز، والتي تألقت في العارضتين غير المتماثلتين، محققة بذلك مفاجأة مدوية تاريخية في الألعاب الأولمبية، لتكون أول عربية تحرز ميدالية ذهبية في الجمباز، كما توجت الجزائرية إيمان خليف بذهبية في الملاكمة، وأضاف المغربي سفيان البقالي ذهبية أخرى في سباق 3000 متر موانع، وفاز التونسي فراس القطوسي، بذهبية في التايكوندو، وفي كرة القدم فاز منتخب المغرب بالبرونزية، وهو إنجاز عربي حقيقي.
لكنه كان عام الكرة الإسبانية التي أكدت سيطرتها مرة أخرى، ففاز المنتخب ببطولة كأس الأمم الأوروبية، كما فازت إسبانيا بذهبية كرة القدم في أولمبياد باريس، وتوج ريال مدريد ببطولة دوري أبطال أوروبا، وكأس القارات، وفاز رودري بجائزة الكرة الذهبية، وفاز المدربون الإسبان بالدوري الإنجليزي والدوري الألماني والدوري الفرنسي الموسم الماضي.
ويلعب مدربون مثل أرتيتا وإيراولا وإيمري أشكالاً مختلفة من نموذج جوارديولا، لكن المدير الفني الملهم، الذي كان أكثر من أي شخص آخر مهندس ما يُعتبر الآن الأسلوب الإسباني، يواجه أكبر أزمة في حياته المهنية في نتائجه هذا الموسم مع مانشستر سيتي، فماذا جرى للفريق خططياً وتكتيكياً؟!
إن من ظواهر كرة القدم في 2024 أن الضغط من أعلى هو طريقة عالية المخاطر للعب، لأنه يترك ثغرة واضحة إذا تم وضع ضغط غير كافٍ على الخصم الذي يمتلك الكرة. وقد عانى ليفربول بشكل مماثل في
2020/2021، حيث أدت الأخطاء البسيطة إلى الانهيار عندما خسر ثماني مباريات من 12 مباراة، فأي حيلة أو خدعة تأتي مع خطر، يمكن أن تتحول فيها نقاط القوة بسهولة إلى نقاط ضعف. ولعل ذلك ما أصاب السيتي هذا الموسم. ومعلوم أن جوارديولا يطالب لاعبيه بالسيطرة على الكرة وامتلاكها لأطول فترة ممكنة، حتى يضع الفريق نفسه، في أفضل أوضاع التسجيل بالمهارات الرفيعة للاعبيه، لكن أحياناً كان السيتي يفقد الكرة سريعاً، بالتمرير المباشر من جانب هالاند أو كيفين دي بروين، رغم مهارة الثاني في التمرير المباشر، وفقدان الكرة يصبح خطراً في أوضاع الاستحواذ والتقدم بها لاحتلال ملعب المنافس.
في الموسم الماضي، استقبلت شباك السيتي سبعة أهداف في الدوري بسبب الهجمات السريعة المضادة، وفي هذا الموسم، تفاقمت المشكلة، حيث أتاح مانشستر سيتي 25 فرصة للهجمات السريعة، أكثر من أي فريق آخر. وعلى الرغم من تبرير جوارديولا لما جرى للفريق هذا الموسم بأنه يرجع للإصابات العديدة التي لحقت بأهم لاعبيه وفي مقدمتهم رودري أفضل لاعب خط وسط في العالم، فإنه بدا في كثير من الأحيان محبطاً وحائراً، ومع ذلك أعلن جوارديولا أنه «لن يستسلم» في محاولة لتحويل حظوظ مانشستر سيتي بعد تعادله مع إيفرتون.
** أخيراً تغلب مانشستر سيتي على ليستر سيتي، وهو ما اعتبره جوارديولا فوزاً يكسر ما حدث في 13 مباراة بمختلف بالمسابقات، ويمنحه هو والفريق فرصة لالتقاط الأنفاس، حتى يعود إلى دائرة القمة.. وسيعود.