مرحلة جديدة تدخلها علاقات الإمارات والولايات المتحدة، عنوانها المستقبل، دشنتها المباحثات التي أجراها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مع الرئيس بايدن ونائبته كامالا هاريس، وغيرهما من كبار المسؤولين الأميركيين.
كانت المباحثات حديث الساعة والخبر الرئيس في معظم الصحف والمواقع الإخبارية والمحطات التلفزيونية الدولية، التي أفردت مساحات واسعة للقاء الزعيمين الذي جرى في البيت الأبيض، ملقية الضوء على ديناميكية علاقات البلدين، وما يجمعهما من صداقة، وتحالف استراتيجي متين يقوم على أسس راسخة من الثقة والاحترام المتبادلين والمصالح المشتركة، معرجة على دور الإمارات الفاعل في تعزيز الاقتصاد العالمي، والتقدير الدولي لسياساتها الخارجية المتوازنة والنشطة والإيجابية، وقدرتها الهائلة كقوة إيجابية تعمل لصالح البشرية.
دلالات كثيرة يحملها هذا الاهتمام، أبرزها، أن الزيارة نفسها تأتي في وقت دقيق للغاية، تتصاعد فيه وتيرة الأحداث بالمنطقة، بينما يمر العالم بالعديد من التحديات، في وقت يُعَد فيه صاحب السمو رئيس الدولة من أهم القادة المؤثرين بالمنطقة والعالم، لما لديه من قراءة واقعية للأحداث واستشراف مآلاتها بصراحة ومكاشفة، بعيداً عن المواربة أو المجاملة، الأمر الذي جعله يحظى بتقدير واحترام قادة العالم أجمع، الذين يحرصون دوماً على الاستماع إلى رؤاه والاسترشاد بها.
أما ثانية الدلالات، فهي أن هذه الزيارة تأتي في ظل ما يشهده العالم من «سباق استراتيجي» نحو الذكاء الاصطناعي، وتوجُّه الدولة نحو بناء شراكات في القطاع تعود بالنفع على الأجيال، الأمر الذي بدا واضحاً في سياسة الإمارات والتي جعلت من التقنيات الناشئة رافداً للتنمية المستدامة والأمن والازدهار.
ومن الدلالات أيضاً، ثقة المجتمع الدولي والقوى الكبرى في العالم برؤية الإمارات وتعايشها وانفتاحها وقيمها الحضارية، ورغبتها الأكيدة في تعزيز تفاعلها مع الشعوب، في إطار من العمل المشترك لعالم أفضل، الأمر الذي يشير إلى أن بلادنا تجني اليوم ثمار مصداقيتها، مكانةً دوليةً راسخةً وسمعةً طيبةً لبلد فاعلٍ.
أمر آخر يشير إليه هذا الاهتمام، وهو التزام بلادنا المتجدد بحشد الجهود لصياغة حلول مستدامة تصنع مستقبلاً واعداً، بعدما حققنا إنجازات لافتة، ليس أقلها نضوج نموذجنا الاقتصادي والقفزات النوعية من حيث النمو والتنويع والاستدامة.
جديرون بالتقدير الدولي العميق الذي تحظى به بلادنا، وفخورون برسالة الاستقرار التي اختارت لنفسها أن تؤديها، وفق رؤية جريئة وشجاعة وعملية، وانفتاح واعٍ على العالم، في إطار من الاحترام المتبادل، والعمل المشترك لمستقبل أفضل.