الفارق بين العين وأوكلاند هو الفارق بين كرة القدم في آسيا وبين الرجبي والبيسبول في الأوقيانوس.. ولأن المسافة كبيرة جداً، هربت أستراليا من هناك إلى هنا، من الأوقيانوس إلى آسيا، هربت من أجل كرة القدم، وكي تلعب كرة قدم.
هذا تفسير معروف لما فعله العين في أوكلاند في بطولة كأس القارات للأندية السنوية بديلة كأس العالم للأندية التي ستقام كل أربع سنوات بحضور 32 فريقاً.
وبوضوح.. لم تكن المباراة صعبة إطلاقاً على العين، ومنذ زمن لا أحب تعبيرات سحق ومحق وحرق، في الرياضة أو في كرة القدم، ولكن، عفواً، العين فعل ذلك بفارق المستوى وبفارق المهارات، وبفارق اللعبة ذاتها، حيث يضم الفريق قوة أجنبية ضاربة، وخط هجوم يملك السرعات والمهارات والسيطرة على الكرة، العين متوسط أعمار تشكيله الهجومي، الذي بدأ به اللقاء 25 عاماً، وهذه السن تضيف ديناميكية وحركية مستمرة مبدئياً، ولعب هرينان كريسبو 4-1-4-1.
وهذا التكوين لا يستمر كما هو والكرة في اللعب بالطبع، لكنه يتحول إلى 4-3-3، والأهم من الطريقة هو من يلعب بها، إنهم أصحاب المهارات والسرعات، سيجوفيا، وسنابريا، وسيكو بابا، وبلاسيوس، وبارك يونج، والبلوشي، وفي خط الظهر كتيبة الدفاع عن قلعة العين، خالد عيسى في المرمى وأمامه إيريك وكاردوسو وميشيل وتراروي، لكن أين سفيان رحيمي وكاكو؟ إنهما على دكة البدلاء.
منذ الدقيقة الأولى بدت المباراة سهلة على العين، فدفاع أوكلاند لا يعلم من أين يأتي الهجوم، من الجناح الأيمن أم الأيسر أم من العمق، وكان لاعبو البنفسج يلعبون ويمرحون، ويجرون، ويجري خلفهم لاعبو أوكلاند طوال الشوط الأول.
وتقدم العين بهدفين مبكرين، سجلهما فابيو كاردوسو وسيكو بابا في الدقيقتين الـ 6 والـ 11، ثم رد أوكلاند بهدف للاعب جيرسون لاجوش في الدقيقة الـ 43 قبل أن يضيف ماتياس بلاسيوس ثالث أهداف العين في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع للشوط الأول، وفى الشوط الثاني في الدقيقة 54، توتر اللعب والملعب والمدرجات حين أضاف ماير بيفان الهدف الثاني لأوكلاند، فالنتيجة أصبحت تقدم العين 3-2، فلعب سفيان رحيمي وكاكو وسجلا ثلاثة أهداف.
أمام العين مواجهة صعبة يوم 29 أكتوبر بالقاهر، فالأهلي ليس أوكلاند، فهو بطل أفريقيا 12 مرة، وعزز صفوفه في نافذة الصيف، كما أن لاعبيه يملكون خبرات اللعب الدولي في المنافسات الكبرى، ويملكون مهارات فردية وسرعات أيضاً، ومن المؤكد أنها ستكون مباراة بين كبيرين، كذلك أمام الأهلي اختبار مهم يوم 27 سبتمبر حين يواجه الزمالك في كأس السوبر الأفريقي بالرياض، وأمام العين اختبارات متتالية محلياً وقارياً قبل مواجهة الأهلي، حيث يواجه الوصل في الدوري، ثم الغرافة القطري في النخبة الآسيوية، ثم الوحدة في الدوري، ثم الهلال السعودي في النخبة.
** قال هرينان كريسبو، مدرب العين بعد الفوز الساحق على أوكلاند سيتي: «المباراة لم تكن سهلة» وأقول له: «عيني في عينك كده يا كريسبو»!